12 سبتمبر 2025

تسجيل

الإعلام الاسفيري السوداني

18 مايو 2015

يواصل الإعلام الاسفيري السوداني محاصرة الحزب الحاكم وحكومته باضطراد لا ينقطع، باستمراره في كشف المزيد من قضايا الفساد، مثل قضية مكتب حاكم ولاية الخرطوم الكبيرة التي منعت الحكومة الإعلام من الإشارة إليها أو الحديث عنها وغيرها من القضايا الكبيرة التي كانت آخرها قضية أمين وزارة الدفاع الذي حاول إدخال أموال فاسدة وغسيلها في السودان والتي ما زالت المحكمة تواصل النظر فيها بعد أن عجزت الجهات ذات العلاقة بالقضية في تغطية جوانبها الكبيرة والحساسة عن أعين الإعلام الراصدة، لأن الإعلام الاسفيري المعارض فجر القضية بكل تفاصيلها ولم يعد بالإمكان تغطية أي جانب منها. الآن ومنذ بداية هذا الأسبوع، يواصل الإعلام الاسفيري المعارض للحكومة بالكشف عن قضية جديدة مثيرة للجدل أريد لها أن تتم بعيدا عن أعين الإعلام. وتمثلت هذه القضية في تقديم الحكومة هدايا إلى قادة تنظيم طلابي تابع لحزب الحكومة عبارة عن عدد خمسين عربة تويوتا فارهة موديل 2015 بلغت قيمة العربة الواحدة منها 455 مليون جنيه. كتاب معارضون وغير معارضين اشتركوا في التنديد بهذا التصرف، واعتبروه تصرفا استفزازيا للشعب الذي تطحنه الأزمات الاقتصادية المزمنة، ويعكس عدم مبالاة بالواقع الاقتصادي الضاغط الذي تعاني منه الدولة والمواطن على حد سواء، لاسيَّما أن هذا التصرف يتزامن مع دخول كثير من المعلمين السودانيين في إضرابات في أكثر من إقليم من أقاليم الدولة احتجاجا على تأخر وصول مرتباتهم لعدة أشهر. وتزامن هذا التصرف كذلك مع مظاهرات مرضى الكلى احتجاجا على تعطل جهاز غسيل الكلى القديم الذي فشلت الدولة في استبداله بجهاز جديد، وكانت النتيجة تسمم الكثيرين من مرضى الكلى.ولفت الإعلام الاسفيري المعارض إلى أن قيمة هذه العربات الإجمالية تصل إلى 22 مليار جنيه. وتساءل: كم جهاز غسيل كلى جديدا يمكن شراؤه بهذه المبالغ الخرافية التي دفعت ثمنا لعربات تقدم إلى طلاب لم يتخرجوا بعد، بحجة أنهم خدموا الحزب. وسخر كتاب كثيرون وتساءلوا ماذا سيقدم الحزب إلى هؤلاء الطلاب عندما يكبرون وينضجون ويصبحون كبارا في مراقي التمكين الحزبي الذي ظل يعتمده الحزب الحاكم في السودان على مدى ربع القرن المنصرم الذي قضاه الحزب على سدة الحكم. الذي زاد الطين بلة هو ما خرج به الاجتماع المشترك للمكتب القيادي للحزب الحاكم والمكتب القيادي للحركة الإسلامية من قرار حول صفقة العربات التي أثارت كل ذلك الجدل الكثيف. قال أولئك القادة إن طلابهم يستحقون ما حصلوا عليه من هدايا، لأنهم من قطاعات الحزب الأكبر والأهم!.وبعد: هل أمن الحزب الحاكم واطمأن من عاديات الأزمان السياسية وتقلباتها، ورياح الربيع العربي ما زالت تلوح في العديد من الأرجاء العربية.