12 سبتمبر 2025

تسجيل

حفلات المدارس

18 مايو 2014

شد انتباهي أثناء تواجدي في مدرسة ابنتي الخاصة لحفلة كل سنة أن الطالبة الواقفة أمامي كانت الوحيدة في صفها التي لم ترتدي زي الحفل، حقيقة لم انتبه للفقرة بقدر هذه الفتاة. آلمني جداً أنها بزيها المدرسي وصويحباتها يلبسن زي الحفل. فحدثتني نفسي عن نفسية هذه الفتاة وهي ترى من معها متجملات وهي لا؟! وعن حزن الأم أن حضرت الحفل ووجدت صغيرتها أقل من زميلاتها ولكنها لا تملك أن تفعل شيئا؟! لا تعتقدوا أن كانت هذه الحفلات لا تكلفكم إلا قليلا فقد تكون كثيرة على آخرين يدفعون رسوم المدارس على أقساط شهرية ميسرة، مساعدة لهم من تلك المدارس. ولا أدري لماذا في آخر كل سنة دراسية حفلة تضم جميع الصفوف؟! ولا يكتفون بالصف المنتقل فقط لمرحلة جديدة كما هو العمل بالمدارس المستقلة. بل نجد أيضا في اجتماع الأمهات مشاركات لصفوف الطالبات أيضا!! وفي هذه السنة ضاع على الطالبات يومين دراسيين من أجل حفلة ابتدائي وإعدادي! وأما الرُوض فحفلة في نهاية كل سنة للروضة والتمهيدي، ليش؟ يكفي حفلة للتمهيدي.فاق عدد حفلات أغلب المدارس الخاصة الأجنبية المدارس العربية الخاصة، حيث تقيم بجانب الحفلات أيام تسميها بيوم الشخصيات ويوم البيجاما ويوم لثقافات الشعوب واليوم العالمي!...إلخ. أما الشخصيات فغالبا ما تكون لشخصيات غربية وقصص كرتونية. واستغرب تعب الأم بالبحث من محل لآخر عن لبس لحيوانات أولروبن هود أو باباي أو ميكي أو سندريلا أو الساحرة بعصاها....إلخ ليلبسها الطفل بل وليتحدث عن تلك الشخصية!واستغربت لما ذكرته إحدى الأخوات عن يوم ثقافات الشعوب وطلب معلمة كل صف أن يكون عن دولة فقالت: "تميت أدور قميص علم أمريكا" فقلت: "أشمعنى علم أمريكا؟! فردت: "أن لكل صف دولة"، فقلت: يعني في بعد عن قطر؟!" فكتبت: "لا دول برا، ثقافات الشعوب" فرديت عليها: "ليش حنا ما عندنا ثقافة؟! ليش ثقافات الغرب تُغرس وثقافتنا تُمحى؟!" هذا تعليم المدارس الأجنبية وما تغرسه من مفاهيم للوالدين قبل الأبناء، فهل اعترض أحد أو تكلم وقال لماذا قطر أو أي دولة عربية أخرى لم تضم للقائمة؟! هل ميكي وروبن هود وسندريلا هم أعلامنا الثقافية؟!أما المدارس المستقلة فمدحت طالبة قانون مديرة مدرسة ابنتها الأعدادية التي تأبى إلا أن تحافظ الطالبات على ارتداء الزي المدرسي في الحفلة؛ وذلك مراعاة لظروف من لا يقدر على خلافه. وهذا العمل تؤجر عليه إن شاء الله فبذلك لن يحدث تمييز بين الطالبات اللاتي أصبح البعض منهن مهووسا بالموضة والماركات فتُقيم الأخريات من خلالها. وتحكي نائبة إدارية سابقة في الثانوية أن للطالبة أن تلبس أي لبس محتشم يعلوه روب التخرج. ومُدرسة متقاعدة تتساءل عن غرابة أن تسير الطالبات على نغمات الموسيقى ثم يُعلى التصفير والتصفيق ورفع الأصوات من قِبل والداتهن وهو فعل ليس منا! وقالت إن لبس التخرج هو تقليد للغرب! وكلامها في لبس التخرج (الروب الأسود والكبوس) صحيح وقد لفتت انتباهي لنقطة مهمة وهي: لماذا لا يكون لنا زي تخرج يمثلنا ولكل جنس على حدة، وليختلف عن لبس تخرج الغرب؟ ألا يستطيع أحد منا أن يبدع بلبس للتخرج يمثلنا كقطريين ليُعمم بعد ذلك ويلبسه جميع العرب؟ هل فينا مبدع؟! وهل هناك من يتبنى هذه الفكرة؟!همسة للتعليم العالي:نرجو منكم تقنين حفلات المدارس الخاصة لتشمل الصف المنتقل لمرحلة جديدة دون إشراك باقي الصفوف حتى لا ترهق ميزانية أولياء الأمور كل سنة، وليُطلب من المدارس الأجنبية أن تُدخِل في يوم الشخصيات والثقافات شخصيات قطرية وإسلامية وعربية لا أجنبية وكرتونية فقط، أما يوم البيجاما فلنا وقفة معها قريبا إن شاء الله.همسة لكل ولي أمر:تذكر أن كنت تُدرس قرة عينك في مدرسة أجنبية أن لنا دين وثقافة نفخر بهما، فلا تخجل أن تعلمهم وتنشر ما عندنا كما ينشرون ويغرسون ما يريدون في فكر طفلك. لا تكن سلبيا وتفعل ما يطلبون دون أن تقترح وتدخل ما تريد أنت.دمتم في حفظ الله ورعايته.