16 سبتمبر 2025
تسجيلمرت كثير من الدول العربية والاسلامية خلال الثلاث سنوات الماضية بأحداث كبيرة وفاصلة في تاريخها وتاريخ المنطقة كلها وما تزال هذه الأحداث التي سميت تارة بالربيع العربي، وسميت تارة أخرى بالثورات العربية، وأسماها بعضهم بالخريف العربي ولاشك أن تلك الأحداث الجسام تركت آثاراً نفسية على كل من تابعها نظراً للآثار الرهيبة التي خلفتها ويكفي ما يحدث لإخواننا وأهلنا في سوريا الحبيبة من قتل ودمار وإبادة للبشر والحجر.كما إنه ظهر ايضا تأثر بعض الناس بل وإدمانهم لمتابعة تلك الأخبار لحد يفوق الحد وكأنه نوع من تعذيب النفس، وبعيدا عن السياسة هناك من يتغير مزاجه العام بسبب مباراة في كرة القدم أو مناقشة في مجلس أو حتى تحيز لمطرب أو فنان على عكس رفيقه.وهنا يقول علماء النفس "إن تغير المزاج العام وهو حالة نفسية عارضة يتعرض لها الشخص أو المجموعة، نتيجة تعرضه لتأثير معين، إما مفرح أو محزن، حدث له بصورة غير متوقعة، وهو مجبر عليه وخارج عن إرادته". وتؤثر على المزاج مجموعة كبيرة من العوامل بعضها ظاهر وبعضها الآخر خفي، منها:1. الجينات الوراثية: حيث انه من الممكن أن تشتهر عائلة معينة بعسر المزاج وعائلة أخرى بالهدوء وهكذا.2. البيئة الفيزيائية للدماغ: على سبيل المثال ممكن أن يولد طفل وفي دماغه تلف معين في جهة من الجهات المسؤولة عن الحالة النفسية والمزاج.3. الضغوطات الحياتية: والظروف المحيطة بالإنسان.4. الفصل الذي نمر فيه، حيث يختلف المزاج باختلاف فصول السنة حسب وجود أشعة الشمس من عدمه.5. الألوان المحيطة بنا من كل مكان.6. الروائح التي نشتمها.7. ممارسة التمارين الرياضية من عدمه.8. نوعية الغذاء الذي نتناوله.وكما ذكرنا سالفا فان هناك الكثير من الأشخاص الذين يجعلون نفسيتهم عرضة للتحكم من قبل بعد الظروف الخارجية، فالبعض تتحكم في نفسيته ومزاجه الأوضاع السياسية، وآخرون يتحكم في نفسيتهم مباراة كرة قدم، وهكذا، وهذه النوعية من الشخصيات عليها الرجوع إلى الاتزان النفسي حتى يمكنها التخلص من مثل هذه العوامل التي تتحكم فيهم.وفي هذا السياق، يؤكد أساتذه الطب النفسي أن الشخص الذي يعاني من هذه الحالة التي تجعل بعض الأحداث والعوامل غير الجادة من التحكم في نفسيته ومسار حياته هو وقع فريسة "الإدمان" وهو نوع من الإدمان يطال الإنسان ونفسيته، ويترك مزاجه ونفسيته فريسة لتقلبات هذا العامل.ولذا فالحل يأتي تدريجيا بتغيير هذا الشخص لإدمانه وتخفيفه، فعليه أولا أن يبدأ في تغيير روتين يومه الذي اعتاد من خلاله إدمان عامل معين، كمشاهدة المباريات، أو المسابقات، أو إدمان مشاهدة ومتابعة الأحداث السياسية، أو أولئك الذين يدمنون متابعة البورصة وأسواق المال، ويتخلص من تلك العوامل التي يدمنها حتى تحكمت به تماما وبحالته النفسية، فعليه التخلص من إدمان متابعة الأخبار والأحداث والمتابعات السياسية لبعض الوقت، وبالتدريج يبدأ في تقليل الوقت الذي يخصصه في اليوم لها، ويقوم بزيادة تركيزه على العوامل التي أهملها خلال حياته، كدراسته أو حياته الأسرية وعائلته، وتقوية علاقاته مع أصدقائه، ومتابعة مهاراته ورياضاته، وبهذه الطريقة يقل إدمانه تدريجيا ويصبح شخصا عاديا لا تتحكم الأحداث اليومية في نفسيته ولا أفعاله.وأخيرا أنا لا أريد أن نكون سلبيين ولكن ايضا أن نكون متوازنين في متابعتنا ونتسمك بالهدوء والحكمة حتى نقي أنفسنا من أى تعب أو مرض لا قدر الله.. وقاكم الله كل مكروه وسوء وسلامتكم.