12 سبتمبر 2025

تسجيل

الشامي: يزعمون حب مصر

18 مايو 2014

تكشف الرسالة الأخيرة سجل بطل قناة الجزيرة والصحافة ومعتقل الحرية عبدالله الشامي، عن جوانب مهمة من الشخصية العملاقة لهذا الصحفي الكبير، لأنه قرر أن يكون "الرقم" وليس مجرد "رقم" في سجلات السجون والمعتقلين، وآمن أن "اليد تقاوم المخرز"، فهو فرد لا يملك أي سلاح، باستثناء نفسه وروحه وجسده، في مواجهة آلة القمع والظلم، فحول جسده أداة للمقاومة في مواجهة السجانين الذي فقدوا كل حيلة لإخضاعه. عبثا حاولوا وعبثا يحاولون إخضاع هذا "العنيد" الذي يستخدم روحه رأس حربة في مواجهة محاولات كسر إرادته، وصبر على الجوع في أطول إضراب لصحفي مصري في التاريخ، بل ربما أطول إضراب عن الطعام لصحفي عربي على مر العصور، فاليوم يكمل 118 يوما من "إضراب الجوع"، 4 شهور كاملة لم يدخل جوفه سوى الماء. نحل جسم عبدالله الشامي، وفقد 40 كيلوجراما من وزنه، وأظهرت التحاليل إصابته بفقر الدم وبخلل وظائف الكلي، وحذر محاميه من أنه "على حافة الموت"، ومع ذلك فإن القضاء المصري الفاسد حتى النخاع، والذي ارتضى أن يكون أداة بيد العسكر الانقلابيين، يرفض إطلاق سراحه، ويتبجح بأنه غير مضرب عن الطعام، ويرفض هذا القضاء الفاسد وأجهزته الأمنية الأكثر فسادا نقل الشامي سجن "العقرب "المخصص لعتاة المجرمين، ويودعونه في زنزانة انفرادية. يقول الشامي في رسالته من زنزانته الانفرادية في سجن العقرب الفظيع: "كلهم يزعم حب مصر ولا أحد يحبها".. ويضيف: "الجزيرة التي وصفها هشام شكري" ضابط بسجن الاستقبال "بالقناة "الشمال" وكل فني يعمل فيها مع أنه اعتز أنه يرى اسمه على شريط أخبارها. "الوسخ" وأنني بعت بلدي محمد العشري يأخذ الأمر بشكل شخصي بعد ميسور لم يستطع هزيمتي بشرف رجلا لرجل وهو رئيس مباحث سجن الاستقبال والمشكلة أنه تحدى صحفيا وليس أي أحد.. ومعلومة الإضراب في قناة الجزيرة وعملي ذكرها لي نائب مأمور سجن الاستقبال العقيد عادل عبدالصمد أحمد.. وقد قابلت خالد سلحوب وأسامة طلبه وصهيب سعد". في الليلة الماضية نقلوني سجن العقرب وأصبت بإغماء وبعد ميسور أطعموني بالقوة قطعة تونة وحيث جاء الطبيب "الجزار" وسكب علي زجاجة ماء مثلج ثم انصرف وقمت بالقيء 3 مرات قبل الفجر.. استيقظت على ألم رهيب في بطني وظهري حيث ناديت على الشاويش قال لي لا أحد مستيقظا.. والطبيب كما رأيت لا قلب له. وضعوني منذ جئت في زنزانة انفرادية ويضغطون علي لفك الإضراب ولم يسمح لي بأخذ متعلقاتي من السجن الآخر.. غير مسموح لي بالكلام مع أحد ولا بالتريض وأغلقوا الفتحة الصغيرة في الباب 30 في 40 سم حيث لا أتحدث مع أحد أتساءل ما هو الآن حال أمي وماذا فعلت حينما علمت؟ دعوت لها كثيرا ولجهاد حبيبة قلبي.. يا ربي خفف عنهم وألطف بهم وأمنحهم القوة.. بكيت كثيرا حيث تذكرتهما ودعوت على كل من ظلمني فردا فردا. أنا سلمت أمري لله.. فليأتوني بما يشاؤون من أصناف الطعام لكنني سأذيقهم ما لم يروه دون ميسور يدخل جوفي سوى الماء والله لأرينهم ما يكرهون.. وإذا شاء الله أن تكون هذه النهاية فلتكون.. عبدالله الشامي، H3 انفرادي، سجن العقرب 992 عمومي " ستنتصر اليد على المخرز، وستنتصر الحرية على العبودية، وسينتصر الشعب على الانقلاب، وسينتصر الشامي على الجلادين والقضاء الفاسد والإعلام المارق والعسكر والفلول، وستنتصر الإرادة على السجان، فالإرادة أقوى من الموت.