15 سبتمبر 2025

تسجيل

حبال الوصل عند الشعراء "2-2"

18 مايو 2013

مازلنا نرصد ما قاله بعض الشعراء عن اتصال حبال الوصل أو قطعها من قبل الأحباب والخلان والأقارب.. وهذا الشاعر العَكَوَّك الذي يحدثنا عن الوصل الذي يطلبه من محبوبته في قوله: إنْ لَم يَكُن وَصْلٌ لَدَيكِ لنا يَشفي الصَّبَابَةَ فليكن وَعْدُ قد كانَ أَوْرَقَ وصلكم زَمَناً فَذَوَى الوِصالُ وأَوْرَقَ الصَّدُّ * وهذا أبو الشِّيص الذي يطلب من محبوبته عدم الاستغراب لصده وإعراضه لأنه مقل وعليه البحث عن الرزق وعليها أن تتركه يفعل ذلك حتى وإن صد عنها وابتعد، فهو يقول: لا تُنكري صَدِّي ولا إعراضي ليس المُقِلُّ على الزمانِ بِراضِ حُلِّي عِقالَ مَطيَّتي لا عن قَلَى وامضي فإنِّي يا أُمَيمة ماضِ * أما أبونواس فله موقف آخر من حبل الوصل عندما مدح محمد بن الفضل بن الربيع في قصيدته النونية التي جاء فيها: أَخَذْتُ بحبلٍ من حِبالِ مُحَمَّدٍ أَمِنْتُ بِهِ من نائبِ الحَدَثانِ تَغَطَّيتُ من دَهري بِظلِّ جَنَاحِهِ فَعيني تَرَى دَهري وليس يَراني فَلَو تُسْأَلُ الأيامُ ما اسميَ ما دَرَتْ وأين مكاني ما عَرَفْنَ مكاني * ولا ننسى قول الشاعر الكبير جرير في قصيدته: بانَ الخَليطُ ولو خُيِّرتُ ما بانا وقَطَّعوا من حِبالِ الوَصْلِ أَقرانا حَيِّ المنازِلَ إذْ لا نَبْتَغي بَدَلاً بالدَّارِ داراً ولا الجيران جِيرانا * وهناك القصيدة (الزينبية) والمنسوبة إلى الشاعر صالح بن عبدالقدوس التي يقول في مطلعها: صَرَمَتْ حبالكَ بعد وَصْلِكَ زَيْنَبُ والدَّهرُ فيهِ تَصَرُّمٌ وَتَقَلُّبُ وكذلكَ وصلُ الغانياتِ فإنّهُ آلٌ ببلقعةٍ وبَرْقٌ خُلَّبُ فَدَعِ الصِّبا فلقد عَداكَ زمانُهُ واجهدْ فَعُمركَ مَرَّ منهُ الأَطْيَبُ * ولنستمع إلى مجنون ليلى الذي قال في إحدى شكاواه: أَيا لَيلَ ما للصُّبحِ منك بعيدُ وإنِّي لمحزون الفؤادِ عَميدُ بحبكِ يا ليلى ابتُليتُ وإنني حليفُ الأَسى باكي الجفون فَقيدُ لقد طالَ ليلي واستَهَلَّتْ مَدامعي وفاضَت جُفوني والغرامُ يَزيدُ أُكابِدُ أَحزاني وناري وحُرْقَتي ووصلكِ ياليلى أَراهُ بعيدُ لقد عِيلَ صَبري من غَرامي ووحدتي وعُظْم اشتياقي، هائمٌ ووحيدُ وسلامتكم...