13 سبتمبر 2025

تسجيل

زكاة الفطر وفوائدها الاجتماعية

18 أبريل 2023

ها نحن على وشك الختام لفريضة الصيام، ومع الختام يجتمع مزيد من العبادات والطاعات فضلًا من الله تعالى على عباده لنجني بها مزيدًا من الأجور والحسنات، فقبل عيد الفطر بأيام تجب علينا زكاة الفطر لنكمل بها أجر الصيام والقيام في شهر رمضان. وزكاة الفطر أحد فروع الزكاة التي هي ركن من أركان الإسلام ويهتم بها المسلمون اهتمامًا كبيرًا، شأنها شأن سائر الأركان. وزكاة الفطر لها خصوصيَّة في الوقت لوقوعها في شهر رمضان، فلا مجال لتأخيرها إلى وقت آخر. ولها حكمة بالغة شُرعت من أجلها، هي تكملة أجر الصائم وتمام فريضة رمضان، فعن عبد الله بن عباس - رَضِيَ اللهُ عنهُما -: «فَرَضَ رسولُ الله - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - صدقة الفطرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ والرَّفثِ وطُعْمَةً لِلْمَساكِينِ، فمَنْ أَدَّاها قبلَ الصَّلاةِ فهي زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ، ومَنْ أَدَّاها بعدَ الصَّلاة فهي صدقةٌ مِنَ الصَّدَقَات» (رواه أبو داود). ولها فوائد تعود على الفرد والمجتمع.. ومن فوائدها التي يجنيها المسلم لذاته: تحقِّق العبوديَّة الكاملة لله وتمام الامتثال لأمره في كل ما، وفرض على عباده، وترقِّق القلوب، كما يمحو الله بها الذنوب والزلات، وتطهِّر النفوس وتزكِّيها، وتعوِّد المسلم البذل والعطاء، وتقوِّي الروابط والصلات بين أفراد المجتمع المسلم، كما إنها نوع من أنواع التكافل الاجتماعي في المناسبات المهمة كالأعياد وما يلزمها من زيادة التكاليف والمصروفات. ومقدار زكاة الفطر حدده رسولنا الكريم - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - في الحديث الشريف عن ابن عمر - رَضِيَ اللهُ تعالى عنهما - أنه قال: «فَرَضَ رَسُولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلاةِ» (صحيح البخاريِّ). والمستحقون لزكاة الفطر هم الأصناف الثمانية الذين تُصرف لهم الزكاة؛ قال تعالى: «إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ» (التوبة: 60). ويجوز أن يُعطي المسلم زكاة فطره لشخص واحد ويجوز له أن يخرجها لعدة أشخاص، والأفضل فيهما هو رؤية المزكي حالهم والحرص على تحقيق إغنائهم في هذا اليوم، فإن استغنى بها شخص واحد نعطيها إياه كاملة، وإن كانت كافية لإغناء عدة أشخاص يقسِّمها المزكِّي عليهم. وقت إخراج زكاة الفطر يجوز إخراجها من أول رمضان وخلال الشهر الكريم، وتجب من طلوع فجر يوم العيد إلى ما قبل صلاة العيد، هذا لمن صلَّى العيد، وإلّا فيمتد وقت إخراجها إلى ما قبل الزوال. ووقت دفع زكاة الفطر له اعتبارات كثيرة، فلكل بلد ظروفه، فتخرج حسب الحاجة والأنفع والأفضل لمستحقيها لتحقيق التكافل الاجتماعي في هذه المناسبة التي ننتظرها كل عام لنجتمع على الطاعة والعبادة ونسعد بالعيد ويعم الفرح والسرور أرجاء بلاد المسلمين.