04 أكتوبر 2025

تسجيل

لـغـز جـامعــة قـطـر

18 أبريل 2021

قبل الشروع في طرح اللغز، هناك ثمة اعتبارات يجب أن تؤخذ بالاعتبار كي نستطيع حله معاً. أولاً: جامعة قطر تسعى إلى تجويد البرامج باستمرار، من خلال المراجعة الذاتية الدورية، أي: هناك تقييم مستمر لأداء البرامج التي تقدمها على مستوى البكالوريوس أو الدبلوم أو الماجستير وحتى الدكتوراه، هذه البرامج الموزعة على الكليات المختلفة تتطلب تصحيح المسار باستمرار حسبما تحتمه الظروف المستجدة وبالمعايير الدولية القياسية. جامعة قطر تقوم بهذه العملية استرشاداً بالجامعات العالمية المرموقة ذات التصنيف المرتفع، هذه العملية تسهل على الجهات المختصة في الجامعة اتخاذ القرارات التحسينية اللازمة في تطوير مساقات التعليم وطرق عرضها. ثانيا: جامعة قطر تسعى إلى تقديم التسهيلات المختلفة لموظفيها الإداريين ولأعضاء الهيئة التدريسية، وتحرص على السلامة العامة من خلال تكوين فرق لإدارة الأزمات في كل كلية للتعامل مع الجائحة الحالية، والحملة المنظمة للتطعيم، والإهداءات السنوية الفاخرة التي تفاجئ بها إدارة الجامعة موظفيها كافة، بالإضافة إلى التعامل الراقي حين الشروع بخدمة معينة تتعلق بالإصلاح أو التعديل مثلا؛ فنجد الرسائل الإلكترونية المتكررة للتنويه بإيقاف التيار الكهربي للصيانة في مبنى معين مع تحديد عدد الساعات، وتكون هذه الفترات في غير أوقات الدوام، ناهيك عن تقديم التفاصيل الدقيقة حول صيانة خدمات مركز تقنية المعلومات، واستبانات قياس الرضا الوظيفي أو الرضا المتعلق بالتسهيلات الجديدة، والمئات من النشرات المتخصصة المتعلقة بالصحة وعلم النفس وذوي الاحتياجات الخاصة التي تقدم إضافات معرفية لمنسوبي الجامعة، ترسل عبر البريد العام، ولا أعتقد أنه سيحتار منسوبو الجامعة في اختيار ما يفضلونه من وجبات من المطاعم المنتشرة في الحرم الجامعي، فضلا عن مواقف السيارات المظللة وذات الطوابق المتعددة والكثير من التسهيلات المميزة الأخرى. ثالثاً: تنظر جامعة قطر إلى عملية التعلم أنها منظومة متكاملة وشاملة، فالتركيز على الجانب الأكاديمي مهم جداً، وكذلك الجوانب الاجتماعية والنفسية والرياضية والفنية الأخرى التي ينخرط فيها طلاب الجامعة كالأندية الطلابية ذات النشاط الاجتماعي، والعمل التطوعي المقنن ضمن رؤية فارقة، والتدريب على العمل القيادي من خلال الأنشطة اللامنهجية مثل (TAD)، والتفاعل المستمر مع الأحداث مثل يوم المرأة ويوم الطفل ذي الإعاقة واليوم الوطني وكافة المناسبات الموسمية المختلفة، فلا تكاد تجد مناسبة إلا وجدت التفاعل المناسب وأحياناً المتضخم معها. إن إدارات الجامعة هي ليست الكليات العلمية فحسب، إنها شبكة تعمل بشكل متعاون لتحقيق رسالة الجامعة التي تنص على: جامعة قطر هي الجامعة الوطنية للتعليم العالي في دولة قطر، التي تقدم برامج أكاديمية ذات جودة عالية للتعليم الجامعي والدراسات العليا، وتقوم بإعداد خريجين أكفاء قادرين على المساهمة بفعالية في صنع مستقبل وطنهم وأمتهم، كما تضم نخبة متميزة ومتنوعة من أعضاء هيئة التدريس الملتزمين بتجويد عملية التعليم وإجراء الدراسات والبحوث ذات الصلة بالتحديات المحلية والإقليمية وتقدم المعرفة، والإسهام الإيجابي في تحقيق احتياجات المجتمع وتطلعاته. رابعاً: تسهم جامعة قطر في خدمة المجتمع المحلي والإقليمي والدولي، فالشراكات الخارجية والداخلية تحتم على الجامعة المضي قدما في التزاماتها بصور عديدة كبيت خبرة، والمشاريع العملاقة التي تكون فيها الجامعة طرفاً مساهماً أورئيساً ما هي إلا صورة من المشاركة النوعية التي تتميز بها جامعة قطر دون غيرها من الجامعات المحلية، كما أن مجمع البحوث (H10) هو صرح يتألف من العديد من الخلايا البحثية المتقدمة تنفق عليها الجامعة الأموال الطائلة في سبيل وضع بصمة في الحضارة الإنسانية على كافة الأصعدة، فتظهر الأبحاث النوعية والاختراعات العلمية والمنتجات الإبداعية بشكل لا يمكن مقارنته مع أي جامعة محلية قل وحتى إقليمية أخرى، وكذلك الحلقات النقاشية المتخصصة على المستوى العالمي التي تعقد في مبنى الإدارة العليا، وهذا كله جزء من الجهود الحثيثة التي تحقق رؤية الجامعة الرامية إلى أن تعرف إقليمياً بتميزها النوعي في التعليم والبحث، وبكونها الخيار المفضل لطلبة العلم والباحثين ومحفزاً للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة لدولة قطر كما رسمتها الدولة لعام 2030. إن الحديث عن جامعة قطر يطول، وأنا أحيل القارئ الكريم إلى زيارة موقعها الرسمي باللغتين العربية والانجليزية، كي يتجول فيه ويستمتع بمعرفة أسرار هذه الجامعة العريقة. سؤال اللغز: لماذا يرغب الآلاف من حملة الشهادات العليا الالتحاق بجامعة قطر للعمل فيها والمساهمة في تحقيق رؤيتها؟، لماذا يتسابق مئات المرشحين للفوز بمقعد في الدراسات العليا في حين أن المطلوب قد لا يزيد على 300 مرشح؟، لماذا يطمح خريجو الثانوية العامة إلى فرصة الحصول على مقعد في أي من برامج الجامعة لو لم يتسن لهم القبول في التخصص المفضل؛ فنجدهم يلتحقون بأي تخصص ثم يقومون بالتحويل بين التخصصات وفق الضوابط واللوائح الصارمة. آخر المطاف: هل ما سبق عرضه يكفي لحل لغز جامعة قطر؟ الإجابة لديكم. همسة: ليست هناك مكافأة على وجه الأرض أفضل من صديق مخلص. دمتم بود [email protected]