19 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); هل من الممكن للشعوب الإسلامية أن تتفاءل خيرا من أعمال ونتائج مؤتمر منظمة العالم الإسلامي الذي عقد واختتم أعماله قبل أيام في تركيا؟ أم أنه يعتبر مؤتمرا مثل أشباهه السابقين؟في اعتقادي أن هذا المؤتمر يعتبر بشارة خير للشعوب الإسلامية قاطبة لعدة دلالات، ومنها: أن رئيس المؤتمر للفترة القادمة والتي ستستمر لثلاث سنوات هو الرئيس التركي "أردوغان" وهو رئيس يحمل همّ الأمة الإسلامية بأسرها، وتاريخه يشهد بذلك، من خلال الدعم والمساندة لقضايا المسلمين في كل مكان (سوريا - فلسطين - بورما - القرم - أذربيجان..).ولذلك سنجده يسعى لإيجاد حلول عملية لمشاكل وقضايا المسلمين، تخرج عن النطاق الشكلي الذي سارت عليه المنظمة لسنوات طويلة دون نتائج ملموسة.وهو ما أشار إليه الرئيس "أردوغان" في خطابه، حيث أشار إلى أهمية أن تحل دول المنظمة مشاكلها بنفسها دون الحاجة إلى الاستعانة بغيرها من الدول التي تحركها المصالح لا القيم.وقد دعا إلى تفعيل دور التحالف الإسلامي ضد الإرهاب، لمواجهة الأخطار إلى يشكلها تنظيم داعش وحزب العمال الكردستاني وغيرهما من المنظمات الإرهابية، كما دعا إلى إنشاء مؤسسة تحكيم دولية تضم أعضاء المؤتمر ويكون مقرّها إسطنبول لحل نزاعات وخلافات دول المنظمة.مما يجعلنا نتفاءل خيرا برئاسة أردوغان للمنظمة بأنه رئيس حقق العديد من الإنجازات في بلده برغم الصعوبات التي واجهها سواء من المؤسسة العسكرية أو الأحزاب المتطرفة، أو التآمرات الخارجية.وهو ما يجعله ذا خبرة في تجاوز العديد من العقبات وإيجاد الحلول المناسبة لها.من دلالات نجاح القمة أنها ولأول مرة في تاريخها تكون صريحة في التنديد بممارسات بعض أعضائها والتي تؤثر في تماسك المنظمة وقوتها، واتضح ذلك من خلال البيان الختامي والذي ندّد بالممارسات والسياسات التي تنتهجها إيران ضد بعض دول المنظمة كمثل تدخلها في اليمن وسوريا والبحرين والصومال، كما استنكر وندد ببعض الأحزاب التي تزعزع الأمن والاستقرار في مناطق الدول الأعضاء كممارسات حزب الله وتدخلاته في البحرين وسوريا والكويت.من الأمور المهمة في هذا المؤتمر هو تصريح السيد "أردوغان" بأهمية أن يكون للدول الإسلامية والتي تجاوز عدد سكانها المليار و٧٠٠ مليون نسمة، ويمثلون ربع سكان العالم أن يكون لهم ممثل دائم في مجلس الأمن، وقد أشار إلى ضياع الكثير من حقوق الشعوب الإسلامية بسبب عدم العدالة والإنصاف التي يسير عليها مجلس الأمن الحالي.والتي منها استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأراضي فلسطين ٦٧، والقمع الذي يمارسه ضد الشعب الفلسطيني، ناهيك عن عدوانه المتكرر على قطاع غزة، واستمراره في الحصار لسنوات طويلة.وقد دعا " أردوغان " إلى ضرورة عقد مؤتمر دولي لحماية الشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال.من دلالات نجاح القمة أنها وضعت يدها على الجرح، فتم تشخيص الداء ليتم بعده وصف الدواء، وقد جعلت تركيا شعار المؤتمر "الوحدة والتضامن من أجل العدالة والسلام" وهما أهم قضيتين تفقدها العديد من الشعوب الإسلامية (العدالة والعيش بسلام) وقد أكد أردوغان في خطابه على أهمية تشخيص هذه المعاني.ومن بشارات التفاؤل اهتمام القمة بالمرأة المسلمة ودورها في نهضة الأمة، ولذلك قدم أردوغان اقتراحا بتشكيل مجلس نسائي يعقد مؤتمره في إطار منظمة العالم الإسلامي.كما دعا الرئيس التركي إلى تشكيل هيئة شبيهة بالهلال الأحمر تابعة لمنظمة العالم الإسلامي، تكون لديها القدرة على تقديم المساعدات للشعوب الإسلامية.جميل أن تجتمع الدول الإسلامية لمناقشة قضاياها، والأجمل أن تكون هناك مصارحة في تشخيص الداء ووصف الدواء، ورائع أن يتولى القيادة للفترة القادمة رئيس صاحب همّ وتاريخ حافل بالإنجازات، لذلك دعونا نتفاءل بسنوات خير قادمة يتم فيها إصلاح حال هذه المؤسسة (منظمة العالم الإسلامي) وتفعيل أكبر لدورها، وثمرات ملموسة يراها المسلمون.ورحلة الألف ميل تبدأ بخطوة.