11 سبتمبر 2025

تسجيل

جارة الشرق

18 أبريل 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الصراع الطائفي السني الشيعي على أشده في المنطقة، في سوريا والعراق ولبنان وفي الخليج، الوضع يغلي، والنفوس مشحونة، وهناك من يغذي هذا الصراع، ويدفع به إلى الفوضى، إنها حتمًا جارة الشرق، أو الشر، سمّها ما شئت، ونظام الملالي فيها، الذي سرق الثورة الإيرانية، وأقصى الآخرين الذين شاركوا فيها، مثل التيار اليساري وتنظيماته كحزب العدالة وجمعية الهمة وحزب توده، ذي التاريخ النضالي الطويل ضد نظام الشاه، وكذلك التيار الليبرالي الوطني وتنظيماته مثل حزب إيران وحزب الشعب الإيراني والجبهة الوطنية، التي لعبت دورًا رئيسيًا في حركة مصدق في خمسينيات القرن الماضي.فبعد سقوط الشاه، سيطر التيار الثيوقراطي على السلطة في إيران، وأقام فيها نظامًا دينيًا يقوم على نظرية ولاية الفقيه، التي طوّرها الخميني، والتي تعطي الفقيه أو المرشد شرعية إلهية شبيهة لتلك التي لدى أئمة أهل البيت في الفكر الشيعي، وهي النظرية التي خالفت آراء الكثيرين من علماء الدين الشيعة مثل آية الله البروجردي وآية الله آراكي، حيث كان الاعتقاد السائد لدى علماء الشيعة يميل نحو الانعزال السياسي طوال فترة غيبة الإمام المهدي، وعدم التدخل في الأمور السياسية، وفي المقابل، كان هناك الاتجاه الأصولي الذي استطاع نقل نظرية ولاية الفقيه من تصورها النظري إلى واقعها التطبيقي بعد الثورة الإيرانية وإسقاط نظام الشاه، الذي كان يقوم بدور «شرطي الخليج»، والذي كان يشترك مع السعودية في إستراتيجية «العمودين المتساندين» الأمريكية للحفاظ على أمن منطقة الخليج بعد الانسحاب البريطاني منها، حيث كانت جميع بلدان الخليج بما فيها إيران، تحكمها أنظمة عائلية وراثية، وتتمتع بعلاقات تحالف إستراتيجي مع الغرب وفي مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية، وحينها لم تكن السعودية ودول الخليج العربية تتخوف من التهديد الإيراني بقدر تخوفها من تهديد الانقلابات العسكرية في المنطقة العربية والتي حملت الصبغة القومية والاشتراكية، كما حدث في العراق واليمن، وفي ثورة ظفار، حيث التقت مصالح إيران الشاه حينها مع مصالح السعودية في عمان واليمن وفي أماكن أخرى. ولكن هذا الوضع تبدل كليًا بعد الثورة الإيرانية، التي أعلنت منذ أيامها الأولى دعمها لتصدير الثورة خارج إيران، خصوصًا في الجانب العربي، وعملت على تغذية مشاعر «المظلومية»، والطائفية، في صفوف المكون الشيعي العربي. حيث لعب العامل الديني المذهبي دورًا محوريًا في السياسة الخارجية الإيرانية منذ وصول المؤسسة الدينية للسلطة في طهران عام 1979، وما زلنا إلى اليوم ندفع ثمن وتبعات هذا التغير الذي حصل في إيران حينها، على حساب أمن شعوبنا واستقرار بلداننا العربية. ومن المؤكد أن الثورة الإيرانية غيرت موازين المعادلة السياسية المستقرة في منطقة الخليج، ولو كان نظام الشاه ما زال موجودًا في السلطة في إيران إلى اليوم، لربما كان هناك نظام سياسي أمني اقتصادي مشترك بين إيران، ودول الخليج العربية، وربما انضمت إليه أطراف أخرى في المنطقة مثل تركيا، لإقامة نظام إقليمي مستقر.