01 نوفمبر 2025
تسجيليأتي قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتن بإصداره مرسوما يلغي حظر تسليم إيران صواريخ أس300، وهي صواريخ أرض جو متنقلة بعيدة المدى يمكنها اكتشاف وتعقب وتدمير الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والطائرات المحلقة على ارتفاع منخفض، في إطار الصراع الدائر الآن في الخليج لخلق توازنات جديدة تقوم على جعل إيران شرطي المنطقة والمهيمن على مقدراتها.وقد تضمن القرار نقل هذه المنظومات الصاروخية إلى إيران في السفن الحربية أو التجارية الروسية وتحت العلم الروسي. وذكرت وزارة الدفاع الروسية أنها ستسلم المنظومة إلى إيران في أقرب وقت.وقبل هذا القرار كانت روسيا ترفض تسليم هذا السلاح الذي سيمنح إيران القدرة على صد أي هجوم صاروخي أو جوي عليها في حال تحولت أيا من الحروب الدائرة الآن في المنطقة إلى حرب إقليمية، حتى أن بوتن نفسه أصدر قرارا عبر عميله الذي وضعه على رأس السلطة في روسيا، ديمتري مدفيدف عام 2010 يقضي بمنع تسليم إيران هذا السلاح حفاظا على توازن القوى السائد في المنطقة.وكان قرار بوتن – مدفيدف حينها يرتكز على القرارات الأمريكية والأممية بفرض عقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل. لكن يبدو أن روسيا استغلت الاتفاق الإطاري الأخير بين طهران والعواصم الغربية الذي يحد من النشاط النووي لإيران، لتعلن عن تغيير موقفها وبدء تسليم إس 300 إليها.ويبدو أن القرار الروسي يأتي بعد فشل موسكو في إعاقة مشروع القرار الخليجي في مجلس الأمن، والمدعوم من الولايات المتحدة، حول تطورات الأحداث في اليمن والذي أقره المجلس يوم 14 أبريل الجاري والذي صب في صالح التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية ضد الحوثيين، أنصار إيران في اليمن، حيث فرض القرار حظرا على إمداد الحوثيين وحلفائهم بالسلاح وكذلك طالبهم بالخروج من العاصمة صنعاء والمدن الأخرى التي قاموا باحتلالها في الشهور الماضية، إضافة إلى فرض عقوبات مالية ودبلوماسية على قادتهم.وهذا القرار الذي يعد غطاءً سياسيا لما يقوم به التحالف الذي تقوده السعودية من عمليات عسكرية ضد أنصار طهران في اليمن، سيترتب عليه أحد سيناريوهين: إما توفير مناخ لمفاوضات سياسية تحقق بعض أهداف التحالف وكذلك بعض أهداف أنصار إيران من خلال بناء نظام سياسي متوازن في اليمن يحفظ مصالح الجميع ويتحقق فيه عناصر الأمان لدول الجوار خاصة السعودية. أو بداية تحول الصراع إلى حرب إقليمية تشارك فيها إيران ودول أخرى قد تكون من بينها تركيا وباكستان اللتان لن تسمحا لإيران بالسيطرة على الإقليم عبر كسر أنف السعودية. وحينها ستكون أهمية امتلاك طهران لمنظومة إس 300. والتي تتناغم مع المنظومة الأخرى الأكثر تقدما التي أنتجتها الصناعات العسكرية الروسية وهي إس 400 التي وافقت موسكو على تزويد الصين بها مؤخرا. حيث تعتبر الصين الحليف الآخر لإيران في مواجهة الغرب، ويمكن أن تكون أحد أطراف الصراع الإقليمي إذا زادت شدة اشتعاله.