14 سبتمبر 2025

تسجيل

حيدر العبادي.. الكذب الأسود في البيت الأبيض؟

18 أبريل 2015

لا أدري حقيقة كيف يمكن لرئيس حكومة بلد يعاني من الكوارث والأزمات والحروب المتنقلة ويحاصره الفشل في كل مكان وزاوية من بلده، أن تطيب نفسه ليمارس تحويرا للأحاديث وليدلي بتصريحات هي الكذب بعينه وبصلافة عجيبة ليس لها نظير!، ذلك ما فعله للأسف رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي في زيارته الأخيرة للولايات المتحدة والتي بدأها بلقاء مع الرئيس الأمريكي أوباما خرج بعده العبادي ليصرح بتصريحات مفبركة وملفقة ومزعومة حول انتقاد الرئيس الأمريكي لعاصفة الحزم وللمملكة العربية السعودية!! وهو الأمر غير الصحيح والذي رفضه بالكامل مستشار الرئيس الأمريكي الذي شدد على الدعم الأمريكي لعاصفة الحزم وللمملكة ولدول مجلس التعاون الخليجي وهو موقف أمريكي ثابت وصارم ولا يخضع لأي تفكير مزاجي بل إنه خيار إستراتيجي واضح المعالم! ، تصريحات العبادي كانت متوترة وغير لائقة وتنقصها الدقة والتركيز المطلوب لرئيس حكومة دولة هي الأفشل في العالم اليوم وحيث يعاني الشعب العراقي من نتائج صراعات دموية حادة وشرسة نتيجة لسياسات طائفية مريضة لأحزاب طائفية مفلسة زرعت الفوضى والخراب والدمار في بلد هو من أهم بلدان الشرق قاطبة.لقد تزامنت زيارة العبادي التي كانت مقررة سلفا لأمريكا مع عمليات تراجع عسكري وهزائم ميدانية في غرب العراق وتحديدا في الأنبار حيث تدور رحى معارك شرسة رافقتها انسحابات عسكرية ذكرتنا بمعارك الموصل وصلاح الدين في صيف 2014 وحينما سقطت أجزاء واسعة من شمال العراق تحت قبضة تنظيم الدولة والجماعات المسلحة التي لا زالت حتى اليوم تحتفظ بزمام المبادأة وتوقيت العمليات الهجومية، واختيار المكان والزمان لساحة العمليات، وقد كان ملفتا للنظر اهتمام العبادي بانتقاد عاصفة الحزم وبالدفاع عن الموقف العراقي الشاذ عربيا في معارضة العملية والانحياز لصالح الموقف الإيراني التحريضي والمتواطئ! وهو موقف سقيم لا يخدم العراق أبدا ولا يصب في مجرى التضامن العربي أو إعادة الوصل مع دول الجوار والإقليم وتبديد السياسات والمواقف الطائفية التي انتهجها سلفه الخائب والفاشل والمهزوم نوري المالكي، لقد ارتكب العبادي للأسف خطيئة التزوير والتحوير في محضر رسمي وحاول التشويش على مواقف الرئيس الأمريكي مما أدخله في دائرة الكذب البواح والصريح والمؤسف أيضا.. فهل من المعقول أن ينطق رئيس حكومة بكذب أسود بعد اجتماع في البيت الأبيض؟ وهل من المنطقي أن ينتقد رئيس حكومة دولة عربية عملية عسكرية خليجية بقيادة السعودية لإنقاذ اليمن من لجة الفوضى وتثبيت الشرعية الدستورية وتخليص الشعب من سطوة العصابات وبلطجية المخلوع الشاويس علي عبد الله صالح ومجموعته الإرهابية! بينما يطالب هو العالم بدعم حكومته للتخلص من الجماعات الإرهابية!!، هل تناسى العبادي وهو يمارس الكذب الصريح من أنه قد هون كثيرا من حقيقة الدور الإيراني في العراق ومارس عبر تصريحات ضبابية سياسة الهروب للإمام، فقولته إنه ليس هناك منطق للتدخل السعودي في اليمن!! هو رأي إيراني محض وموقف معاد لدول مجلس التعاون وهو تصريح مجير تماما لصالح حكومة طهران التي فقدت بالكامل زمام المبادأة في اليمن وبشكل أجهض كل مخططاتها العدوانية مما حرك ذيول وأذناب وعملاء نظام طهران لشن حملاتهم الإعلامية البائسة المعبرة عن إفلاس قيمي وأخلاقي وسلوكي!.. فجحافل الحرس الثوري التي اجتاحت العراق والشام والتهديدات العلنية ضد الرياض وعواصم خليجية أخرى قد تلقت ضربات عربية سعودية قاصمة كسرت ظهر العدوان الإيراني ومخططات الشر الإيرانية وكانت ضربة استباقية جبارة تذكرنا بيوم العبور العظيم في السادس من أكتوبر 1973، لقد رفض العبادي ظاهريا وجود القوات الإيرانية وجنرالات الحرس ولكنه ليس أبدا في الموقف الذي يمكنه من إيقافهم عند حدهم أو تقييد تحركاتهم!! فالأمر أكبر منه ومن سلطاته بكثير، وهو إن كان حرا ومتدفقا في انتقاداته لعاصفة الحزم فإن لسانه معقود بالكامل في انتقاداته الغائبة لملالي طهران ومغامراتهم في العراق، لقد طالب العبادي النظام الإيراني باحترام السيادة العراقية!! وهي مطالبة مؤسفة تعبر عن وضع سلطوي بائس وسقيم... العبادي لم يتحدث عن قلق الإدارة الأمريكية من مهاوي ضياع السلطة العراقية وخضوعها بالكامل للهيمنة الإيرانية وعن التردد الأمريكي في تزويد العراق بالسلاح خوفا من وقوعه بأيدي الحرس الثوري...؟ ولكنه تحدث وبكذب للأسف عن مواقف عدائية ضد السعودية ودول مجلس التعاون!! أهل الولاء الإيراني لا يمكن أن ينصلح حالهم مهما كانت الظروف.. فالطبع يغلب التطبع!!!