16 سبتمبر 2025

تسجيل

الإدارة المشلولة

18 أبريل 2013

الإدارة تعني هرم الشيء ورأسه، أي على قولة أخوانا المصريين (الرأس الكبيرة) فهي تعني السلطة العليا في أي عمل، وسأتناول اليوم الإدارة المدرسية التي كانت تعني الكثير، فكان اللجوء إليها يمثل أمرا كبيرا لما لها من هيبة ومكانة أمام الجمهور وأمام موظفي الحرم المدرسي وطلابه، وأمام وزارة التربية والتعليم قديما، ولكن مع حداثة التعليم تغيرت مكانة الإدارة المدرسية وأصبحت: إدارة بدون قيادة، إدارة مشــلولـــة، نعم إدارة شُلت جميع صلاحياتها وأصبحت إدارة منفذة ومقررة للتعاميم والقرارات العليا التي تصلها من المجلس الأعلى، وليس لها الحق في الرفض أو التفسير أو التغيير أو الاعتذار، وإنما عليها السمع والطاعة وإلا ستصبح في القائمة السوداء، إدارة غير فاعلة، وبهذا أصبحت الإدارة المدرسية مُستغَلة وليست مستقلة وشتان ما بين الكلمتين، فالأولى تعني التنفيذ فقط، والثانية تعني الإبداع والتجديد والابتكار. فحين يكون لأحدنا مساحة من الحرية في عمله، يكون أكثر قدرة على الابتكار وخلق نوع من الإبداع والتميز، فمن المستحيل أن يكون الموظف مبدعا وهو تابع لغيره في أدق تفاصيل عمله، بل يكون منفذا فقط. حين حمل صاحب الترخيص ومدير المدرسة على عاتقه قيادة تلك المدرسة، فهو يرى أنه قادر على إدارة فريق عمله فلماذا يحصر دوره في التنفيذ فقط؟؟ أليس من حقه اتخاذ بعض القرارات المهمة لتنظيم عمله في مدرسته دون تدخل المجلس الأعلى في الطريقة التي يراها مناسبة؟؟ لماذا يثقل كاهله (المدير) بالأعمال غير المفيدة للطالب الذي نراه أهم محور في العملية التعليمية؟؟ لماذا يتم إضعاف دور المديرين شيئا فشيئا؟؟ من الصعب هنا سرد معاناة المديرين بصورة تفصيلية، لذا سأكتفي بمناقشة أحد المواضيع التي يعاني منه المديرين، وهو لائحة الضبط السلوكي والتي توضح العقوبات أو الطرق التي تستخدم مع الطالب المشاكس، ومن أهم بنودها التوجيه والإرشاد والتنبيه الشفهي والخطي وإخطار ولي الأمر والفصل من المدرسة كحد أعلى للعقوبة، ولم تعد هذه اللائحة ذات فائدة في ضوء وجود جيل مدلل من الأسرة ومن المجلس الأعلى، يضرب بقوانين المدرسة عرض الحائط ولا يبالي، فهو يعلم بأنه لا يوجد عقاب رادع، لماذا لم يدرج الضرب كوسيلة تأديبية ضمن شروط وقوانين معينة؟؟ من يقترب من إدارات المدارس يشعر بمعاناتهم وخاصة مدارس البنين، تلك الفئة التي يصعب التعامل معها، حيث أصبح لدينا جيل لا يخاف ولا يخجل فما الحـــــــل يا المجلس الأعلى؟؟ لماذا لا يُعطى المدير الحق في الضرب والتأديب لفئة تستحق ذلك؟؟ لماذا أصبح الحق مع الطالب وولي الأمر وضاعت حقوقنا كموظفين؟؟ أمِنْ حق الطالب التطاول على معلميه بالألفاظ والاستهزاء؟ وليس من حق المدرس الرد خوفا من المجلس الأعلى؟!! لماذا أصبح الطلاب لدينا (شعب الله المختار) لا أحد يتجرأ على التوجيه والإرشاد بلهجة شديدة حتى يخاف الطالب ويرتدع؟! للأسف ضاعت التربية وضاع التعليم في ظل سياسة إضعاف دور المدرسة التربوي، فما المنتظر يا تربويون؟؟ كلمة أخيرة من أمِنَ العقوبة أساء الأدب، والله يرحم مقولة (لكم اللحم ولنا العظم) التي أخرجت جيلا يتحمل المسؤولية ويحترم الكبير ويوقره دون عقد ونفسيات.