الإنسان والبيئة...بيئة الكوارث

في المقال السابق تحدثت عن الطيور المهاجرة، لقد قيل مهاجرة لأنها طيور لكن الانسان عندما يهاجر الى بلد غير وطنه الاصلي لظروف سيئة من زلازل او براكين او حروب، وتصبح الحياة صعبة ومنهارة نتيجة تدمير منزله وضياع امواله وفقدان اسرته، نقول اصبح لاجئا ويحتاج الى توفير موطن امن ومواد تموينية وملابس واحتياجات اخرى يجب توفيرها لكي يستطيع العيش. وقد عرفتها المنظمة الأمريكية لمهندسي السلامة بأنها (التحوّل المفاجئ غير المتوقع في أسلوب الحياة العادية بسبب ظواهر طبيعية أو من فعل إنسان تتسبب في العديد من الإصابات والوفيات أو الخسائر المادية الكبيرة). ومن ذلك المنطلق قام الهلال الاحمر القطري بتاريخ 1 — 8 ابريل بعمل مخيمات لادارة للكوارث وذلك لتدريب المتطوعين على الاستعداد لمواجهة الكوارث واخطارها وتأسيس فريق من المتطوعين يقوم بهذه المهمة، وتمت اقامة المخيم الثالث الكشفي البحري بالخور هذا العام وكان شعار مخيم الكوارث لهذا العام هو التأهب الفعال لتحقيق استجابة افضل وتحت رعاية معالي رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني. وقد استعان الهلال الاحمر القطري في التدريب بـ 20 من المدربين الاكفاء من الاتحاد الدولي واللجنة الدولية للصليب الاحمر والجمعيات الوطنية وتمت دعوة 150 مشاركا ومشاركة هم 60 مشاركا ومشاركة من ممثلي المؤسسات القطرية الحكومية وغير الحكومية و70 متطوعا من الهلال الاحمر القطري المدربين في مجال ادارة الكوارث و20 مشاركا ومشاركة من جمعيات الهلال الاحمر والصليب الاحمر من دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا.. فانا قد تدربت مع بقية من الزملاء والزميلات بسيناريو الكارثة 2012م لمدة اسبوع تقريبا في المجالات الخمسة: — 1 التسجيل والايواء، 2 — المياه والاصحاح، 3 — الاعلام والاتصال، 4 — الصحة، 5 — التغذية والتوزيع. عانينا الكثير من المشاق والتعب حيث تم تقسيمنا الى اربعة فرق ا — الميدان 2 — اسرى حرب 3 — المدنيين 4 — البحار.. وتم التقسيم العشوائي ايضاً بالالوان وكانت الالوان: الازرق — الاحمر — الاصفر — الاخضر — الرصاصي، الا ان تقسيم الفرق كان امراة واحدة تدخل ضمن الفرق في مجموعة اللون الواحد وبدأنا بالتدريبات المتنوعة في الفرق الاربعة بالعمل ضمن الفريق الواحد وكذلك نتبادل الادوار حتى انتهينا من العمل استعداداً لسيناريو الكارثة. كانت الفرق على النحو التالي: 1 — فريق عمل الانقاذ والاسعافات الاولية. 2 — فريق عمل الدعم النفسي 3 — فريق عمل اللوجستيك. 4 — فريق عمل التسجيل والايواء. وبعد ذلك عملنا البروفة التي تهيأنا لها للسيناريو الختامي حيث عند التدريب تمكنا من معرفة مواقعنا وقدراتنا الناتجة عن رغبة وحماس بتأدية الدور بشكل فعال فقرر كل منا ان ياخذ الفريق الملائم، وانا اخترت فريق التسجيل والايواء واللوجستيك حيث كان عملي تسجيل اللاجئين وامدادهم بالمواد التموينية والماء وتوزيعهم على الخيام. وفي الختام شهد صباح يوم 8 ابريل سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث وسعادة الدكتور محمد بن غانم العلي المعاضيد رئيس مجلس ادارة الهلال الاحمر القطري فعاليات سيناريو الكارثة، وتم توزيع الشهادات من قبل مدير الهلال الاحمر القطري السيد صالح علي المهندي ومدير المخيم المهندس قاسم محمد الغانم. فالشكر الجزيل على مايبذله طاقم الهلال الاحمر القطري من تعاون وحب وعطاء في جو مفعم بالمساواة حيث اثبت الهلال الاحمر القطري انه يعمل تحت اسم الانسانية المقتبسة من ديننا الاسلامي ومن مبادئ الحركة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر وقد ادت المبادئ التي يسير عليها الهلال الاحمر القطري الى ان تأسر قلب احد منظمي الدخول للمعسكر "حارس" وهو الشاب ايساك نيجيري الجنسية الذي عبر عن حبه للاسلام وطلب اعلان الشهادتين وعندما سئل عن السبب الذي دعاه للدخول في الاسلام قال مارأيته خلال فترة التخييم من تعامل وتعاطف فيه الكثير من الحب واللطف وتبين ان الدين الاسلامي يلزم المنتمين اليه بان يتعاملوا مع الاشخاص دون تفرقة مهما كانت خلفياتهم والوانهم بالحسنى ومكارم الاخلاق. أخيرا هناك خطط يجب اتباعها في ادارة الكوارث وهي: 1 — خطة الطوارئ: وتعني مجموعة من التدابير والاجراءات استعداداً لمواجهة المخاطر المحتملة ووضع الخطط اللازمة لمواجهة ماقد ينجم عنها من آثار على المواطنين والمقيمين والعمل على تهيئة كافة الإمكانات وتنسيق خدمات الجهات المعنية وتوفير كافّة المستلزمات الضرورية لتنفيذ هذه الخطط متى ما دعت الحاجة إلى تنفيذها. 2 — خطة الإخلاء الطبي: وتعني قيام الجهات المشاركة في هذه الخطة بإخلاء وإنقاذ ونقل وتطهير وفرز وعلاج المصابين والكشف عن هوياتهم وحفظ الأمن في منطقة الكارثة وفقاً للأدوار التنفيذية المنوطة بكل جهة في الخطة.