18 سبتمبر 2025

تسجيل

رسالة أب إلى ابنته ليلة زفافها

18 أبريل 2011

في الفترة الماضية كتبت مقالا تحدثت فيه عن الأزياء وما يحدث لدينا في حفلات الزواج من بعض التعري والأمور غير المحتشمة حتى ولو كانت امام النساء ثم تطرقت الى وصية جميلة من ام الى ابنتها ليلة زفافها وقد اعجب الكثيرون بتلك الوصية وقد لاقى ذلك المقال استحسان القراء وطلبوا مني اعادته وحيث انني لا اعيد المقالات فارتأيت ان اضع هذه الرسالة من اب الى ابنته ليلة زفافها وهي تحكي نفس المضمون ولنأخذ منها العبر فيمكن لأي عروس ان تستفيد منها وكذلك الزوج لأنه سيصبح ابا وحتى جميع افراد العائلة يستفيدون من الرسالة. تقول الرسالة : ابنتى.. اليوم تنتقلين إلى يدين غريبتين.. فى هذه الليلة سيظللك سقف غريب فى بيت رجل غريب. فى هذه الليلة سأقف فوق سريرك النظيف فى بيتى فأجده خاليا من ثنايا شعرك الأسود الذى يفوح منه عطر الطهارة فوق وسادتك البيضاء و قد تنهمر الدموع من عينى لأول مرة فى حياتى، فاليوم يغيب عن عينىّ وجه ابنتى، ليشرق فى بيت الرجل الغريب الذى لا أعرفه حق المعرفة، خيره من شره. اليوم ينتقل شعورى وتنتقل أحاسيسى إلى أهل أمك يوم سلمونى ابنتهم وهم يذرفون الدموع كنت أظنها دموع الفرح أو دموع تقاليد أهل العروس، ولم أعرف إلا اليوم أن ما كان ينتابهم هو نفس ما ينتابنى الآن، وأن ما يعذبنى هذه الساعة كان يعذبهم، وأن انقباض قلبى في هذه اللحظة وأنا أسلمك إلى رجل غريب كان يداهمهم أيضا، وصدقينى يا بنيتى إنه لو كان لى يوم تزوجت أمك شعور الأب، لأفنيت عمرى فى إسعادها، كما أحب أن يفنى زوجك عمره فى سبيل إسعادك. ابنتي... فى هذه اللحظة أندم على كل لحظة مضت ضايقت أمك فيها.. اليوم أجاوز الحاضر وأجابه المستقبل وأتمثلك واقفة أمامى تقولين زوجى يضايقنى يا أبى فماذا أفعل؟ أسأل الله ألا ينتقم منى بك، والله غفور رحيم . والآن.. دعينى أضع أمام عينيك الحلوتين بعض النقاط التى يحسب الرجل أنها توفر له السعادة فى بيته الزوجي. الرجل يا صغيرتى يحب الأمجاد ويتظاهر بالثراء والنجاح، حتى ولو لم يكن ثريا قط، فلا تحطمى فيه هذه المظاهر، بل وجهيها بحكمتك ولطفك وحسن تصرفك والرجل يا فلذة كبدي يفاخر دائما بأن زوجته تحبه، فاحرصى على إظهار حبك أمام أهله بصفة خاصة والرجل يا قرة عينى يفخر أمام أهله بأنه قد انتقى زوجة تحبهم وتكرمهم، فاكرمى أهل زوجك، واستقبليهم أحسن استقبال . وبعد.. يا بنيتى.. إذا ثار زوجك فاحتضنى ثورته بهدوء، وإذا أخطأ داوى خطأه بالصبر، وإذا ضاقت به الأيام فليتسع صدرك لتسعفيه على النهوض.. ولا تنسى يا عمرى أنك إكليل لزوجك ، بيدك أن يكون مرصعا بالدر والياقوت على هامته، أو أن يكون من الشوك يدمى رأسه ورأس أبيك، إن لم تحافظى على شرفك له دون سواه . بنيتي.. كونى له أرضا مطيعة يكن لك سماء مظلة، وكونى له مهادا يكن لك عمادا. واحفظى سمعه وعينه. فلا يشم منك إلا طيبا ولا يسمع منك إلا حسنا ولا ينظر إلا جميلا .. وكونى كما نظم شاعرلزوجته قائلا: خذى منى العفو تستديمى مودتى ولا تنطقى فى ثورتى حين أغضب ولا تكثرى الشكوى فتذهب بالهوى فيأباك قلبى والقلوب تقلب وأخيرا أسأل ربى أن يرعاك برضاه وأن يستقر لكما كل حبي .