18 سبتمبر 2025

تسجيل

نعم قطر أفضل بدونكم

18 مارس 2019

أصدق ما يقرأه المواطن العربي تلك العبارة البسيطة المعبرة التي نطق بها الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني رئيس اللجنة القطرية الأولمبية "نحن بألف خير بدونهم وجعلهم ما يرجعون".. رسالة قوية أطلقها سعادة الشيخ قاصداً دول الحصار التي انتهك مسؤولوها كافة القوانين والأعراف الدولية وبثوا الفتنة ومزقوا النسيج الاجتماعي بين الشعوب الخليجية والعربية. جاء ذلك خلال حضور سعادة الشيخ احتفالية اللجنة الأولمبية القطرية بمناسبة مرور أربعين عاما على تأسيسها حيث خاطب الحضور قائلاً: "نحن بألف خير بدونهم وجعلهم ما يرجعون نحن مرتاحون.. وهنا نتحدث على الصعيد الرياضي فالرياضة لا ندخلها في السياسة فمن يأتينا منهم مرحبا وسهلا كرياضيين وإعلاميين رياضيين فأي شيء يخص الرياضة نحن نرحب به، وأضاف سعادته: نحن سنذهب إليهم (كفرق ومنتخبات رياضية) سواء كانوا في بلدانهم أو في أي مكان مثل ما ذهبنا إلى كأس آسيا (في الإمارات) وفزنا بشرف الكأس فسنذهب إليهم ونأخذ بطولاتهم كلها إن شاء الله . وحظيت الرسالة القوية التي أطلقها سعادة الشيخ جوعان بن حمد باحتفاء كبير من قبل الحضور في الاحتفالية كما احتفى نشطاء ومغردون على موقع تويتر بكلماته المدوية وأعادوا تغريد مقطع الفيديو الذي يظهر فيه سعادته قائلين إن "مقولة الشيخ جوعان تمثلنا ونحن نتبناها بدون تحفظ" في الحقيقة مرت اليوم قرابة العامين على حصار دولة قطر من قبل ثلاثة جيران أشقاء ومعهم دولة السيسي دون سابق إنذار وخلافا لكل التوقعات فلم يخطر ببال قطري أن تعلن ثلاثة أنظمة خليجية حصارا في البر والبحر والجو مباشرة عقب قمة خليجية لم يتطرق فيها أحد حكامهم إلى أية نقطة من النقاط الثلاث عشرة المعلنة لتبرير حصار عجيب ومفاجئ . لكن القيادة القطرية تعاملت مع ذلك الحصار الجائر تعاملا حضاريا و انبرت الدبلوماسية القطرية المتميزة تعالج أضرار الحصار بالرجوع إلى ثوابتها حيث أعلنت قطر تمسكها بمجلس التعاون كإطار أمثل لحل أي مشاكل تطرأ بين الأشقاء و بالتشبث بسيادة الدولة القطرية وخياراتها ومواقفها كما رفضت ما اعتبرته قطر تفريطا صريحا و مذلا في حقوق شعب فلسطين المحتلة أرضه منادية بالعودة لاحترام القانون الدولي والمواثيق الموقعة بين مختلف الأطراف أي بحل الدولتين والتمسك بحدود 1967 ومساندة قطاع غزة في كسر حصاره الجائر الطويل من قبل المحتل ومن قبل العرب الذين يساندون المحتل وهو موقف قومي عربي يشرف قطر و يرفع رايتها و يبوؤها منزلة نصير الحق و رافضة الظلم . ثم إن عبارة سعادة الشيخ رئيس اللجنة الأولمبية تلمح بصدق و دون أية مبالغة إلى ما تفادته قطر من نقائص وتنازلات كانت تتحملها بصبر وبعقلية التضامن مع أشقائها منها مثلا الاكتفاء بتوريد كل مشتقات الحليب من السعودية الجارة في منظومة التكامل والتعاون لكنها منذ الأيام الأولى للحصار أسست دولة قطر أكبر مصانع لإنتاج الحليب و كل مشتقاته بشركة (ألبان) الأفضل جودة و الأقل تكلفة كما اعتنت بتصنيع أدويتها وأكملت في ظرف قياسي إنشاء الميناء الأكبر في الخليج ليصبح الناقل الأهم والأكثر طاقة و استيعابا للتجارة البحرية مثلما تضاعفت طاقة أكبر المطارات العالمية وهو مطار حمد الدولي بملايين المسافرين بعد أن عوض البحرين و دبي في مجال الترانزيت بين كل قارات الدنيا والشرق الأقصى ومن جهة أخرى استعادت قطر آلاف طلابها من جامعات خليجية التزمت بتعليمهم ثم تخلت عن التزاماتها بشكل مخالف لكل الأعراف وكل الأخلاق كما استرجعت حلال أهلها أو ما استطاعت بسبب ممارسات أقرب للقرصنة الدولية و سلوكيات الصعاليك. بلغ الاقتصاد القطري بعد الحصار درجات عالمية اعترفت بها المنظمات المالية الأممية في أسواق المال ومقاومة التبييض و التهريب كما انتهجت قطر في مجال حماية أمنها وأمن الخليج سياسة التحالفات الناجعة مع القوى العظمى باحترام معاهدات الدفاع المشترك والشراكات الإستراتيجية ضد الإرهاب ومن أجل إقرار السلم والأمن في بؤر التوتر و العنف واستمرت السياسة الخارجية القطرية في السير في نهج التوفيق بين المتخالفين في العالم العربي وأفغانستان كما وسعت آفاق تعاونها مع كل الدول بمنطق الاحترام المتبادل وتقاسم المكاسب. هذه الأبعاد التي علينا توضيحها من خلال عبارة سعادة الشيخ جوعان وهو يتكلم بأسماء مواطنيه و المقيمين على أرض قطر الكريمة المضيافة في انتظار كأس العالم سنة 2022 والذي سيكون حدثا رياضيا عالميا يشرف قطر والعرب . رب أسدل ستائر أمنك على أرض قطر يا رب العالمين. [email protected]