11 سبتمبر 2025
تسجيلهل يكفي كون الإنسان يحمل الجنسية القطرية ليكون متفرداً! مبدعاً! لماذا تشعر شريحة من المجتمع القطري بأن كونهم قطريين هي صفة كافية ؟ في هذه الأيام التي نعيشها ومع التطور السريع الذي تشهده البلاد لا يكفي كون الإنسان قطرياً ولم تعد مهارات الإنسان القطري العادي ترقى إلى مستوى المنافسة والطلب من قبل المؤسسات أو سوق العمل، وإني في مقالي هذا أقر بوجود فئة كبيرة من القطريين الناجحين والمثابرين والذين يدأبون على تنمية مهاراتهم باستمرار، ولكن أخص شريحة ليست بالقليلة من المجتمع القطري والتي إذا اُلتفت لاحتياجاتها ستحدث فرقا في تكوين الإنسان القطري. مثال يوضح هذه الفكرة هو الدعم الكبير في مجال ريادة الأعمال في البلد، حيث يشتكي العاملون وأصحاب القرار في هذا المجال من تكرار أفكار المشاريع المطروحة ويشتكي بعض المواطنين من سماعهم للشعارات الكبيرة الفضفاضة التي لا تحتويهم ولا تدعمهم بل ويتذمرون لعدم دعمهم ويحسون أنه من الضروري على الدولة دعمهم لأنهم قطريون. إذا حللنا هذا المثال من زاويتين؛ زاوية أصحاب القرار وزاوية المواطن، أصحاب القرار ينظرون للمشاريع المقدمة من وجهة نظر عملية صرفة، لا ينظرون للمشاريع المكررة مثل المقاهي/ صالون/ طبخ/خياطة ويأخذون في الحسبان نجاح المشروع وشخصية المتقدم، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل يمتلك الإنسان القطري العادي المهارات والحرفية المطلوبة للتميز في مجال ريادة الأعمال؟ هل خطر بذهن أحد بأن تكرار المشاريع ما هو إلا مؤشر على تكرار النسخ القطرية، وأن هذا المجتمع أنتج نسخا مكررة من بعضها البعض في طريقة التفكير وفي المهارات المكتسبة؟ أما المتقدم القطري فيحس بضرورة دعم هذه المؤسسات لمشاريعهم فقط لأنهم قطريون وايمانا منهم بأن فكرتهم ستنجح، وعند تعرضهم للرفض يحسون بأن هناك محسوبية في الأمر أو أن الشعارات فقط للعرض والإعلام بدون تطبيق على أرض الواقع، وهل آن الأوان بأن نقر بأن طريقة التفكير هذه أنتجتها طريقة تربيتنا في الشعور بالفوقية والتفاخر بالجنسية وليس بالفكر أو العمل. في اعتقادي أن مهارات الإنسان القطري وطريقة تفكيره تحتاج إلى إعادة نظر، تطلع الحكومة والطلب في سوق العمل أعلى من مستوى مهارات الإنسان القطري العادي، لسد هذه الهوة بين العرض والطلب نحتاج إلى ثورة صناعية، نحتاج أن نعلم أبناءنا مهارات لا نملكها. تحرير الجيل القادم من مفاهيمنا المغلوطة عن العمل المهني والحرفي. تحرير سلم رواتب المهنيين من قيود الشهادة الجامعية. السماح للعقول المفكرة بالتعبير عن آرائها بدون قيود. تشجيع التفرد والاختلاف على أنها صفة إيجابية وحماية التفرد من الضغط الجمعي.. ودمتم سالمين [email protected]