02 أكتوبر 2025

تسجيل

سماسرة العمل والعقارات

18 مارس 2013

يؤجر المالك عقاره السكني الى احد المستأجرين وبعد فترة وجيزة يتحول ذلك العقار الواحد الى مجموعة من العقارات، اشبة بخلية نحل سواء من التقسيمات العديدة التي تضاف له او من الكتل اللحمية التي تقطنه. يستغل هذا المستأجر او السمسار كل ركن من اركان المنزل او البناء (لأكثر من شقة سكنية) حيث يصبح المطبخ الواحد اثنين والغرفة الواحدة ثلاثا وتوضع الحمامات الانتقالية وتستغل الممرات وتحت الدرج واذا كان المنزل به فناء، فهو يوم السعد لدى هؤلاء الخفافيش فيستغل كل متر فيه وتنتشر الغرف الخشبية والمطابخ الجماعية، وتفتتح محلات الأنترنت داخل المنازل ويتجمع العديد من عشاق المكالمات الهاتفية (صوت وصورة) للتحدث مع ذويهم وما قد يصاحب ذلك من بيع بعض المرطبات. ويضرب عرض الحائط بكل الجوانب الأمنية والنواحي الصحية، ناهيك عن ازعاج الجيران وترك العديد من السيارات في الطرقات. ولا يعرف المستأجرون الجدد سوى هذا السمسار حيث انه هو المسؤول ويمثل صاحب العقار. يجمع المالك (الجديد) مئات الآلاف من عقارات مختلفة في اكثر من موقع، لأن هذه التجارة بسيطة ولا تحتاج سوى حواجز خشبية قليلة وشيئا من الأصباغ. وبذلك تكون تجارة رابحة تكبر مع مرور الوقت. البعض الآخر من السماسرة يستأجر محال تجارية ثم يؤجرها مرة اخرى بأسعار اعلى او يحتكرها حتى الوقت المناسب لتأجيرها.. هذا طبعا مع قانون منع التأجير من الباطن. هذا والكثير مما يحصل من مافيا سوق العقارات. اين المالك الحقيقي؟ القليل منهم لا يعرف ما يجري في عقاره والكثير منهم يغض النظر بهدف الحصول على مبلغ مميز من المستأجر (المالك الجديد السمسار) مع الازدياد المطرد لعدد السكان، ازدادت المباني العشوائية من داخل البنيات السكنية التي تبدو من خارجها أنها حضارية وصحية. واصبح لدينا الكثير من العمالة السائبة من الشركات الوهمية وغير الوهمية والتي تجلب منهم الآلاف وترميهم في بلد الأحلام وهم بدورهم يهيمون بالشوارع، تارة يشحتون واخرى يبحثون عن عمل، والكل لديه الاستعداد لعمل اي شيء والداخلية تعرف اماكنهم بكل وضوح ولكن لا تفعل لهم شيئا. احد الأصدقاء أخذ عاملا لأمر ما في بيته من الأماكن التي يعرفها الجميع وبعد أن دفع له مقدم العمل الفي ريال لم يرجع العامل حتى الآن، وآخر هرب قبل ان يكمل عمله وغيره كثير.. واختم بهذه القصة، التي تتكرر بين الحين والآخر وهي استخدام بعض الشركات للعمالة السائبة واذا حصل للعامل امر ما تخلت عنه!! سقط احد العمال من بناء عال وانقطع صوته الا من انين بسيط ولم يستطع ان يتحرك وظل منكبا على وجهة لمدة ساعتين واحتار رفاقه ولم يطلبوا له الإسعاف خوفا من افتضاح امره وامرهم ومن ان تتعرض الشركة المعروفة الى غرامة مالية لتشغيل الغير فيها،علما بأن تلك الغرامة لا تساوي شيئا امام انقاذ حياة انسان. ثم حملوه في سيارة خاصة الى سكنه ليتصلوا من هناك بالإسعاف ويقنعوا المستشفى بأنه قد وقع بالسكن!! والله اعلم بحجم المضاعفات التي حصلت له حتى وصل الى المستشفى، هذا ان كان قد وصل!! لقد اصبحت حياة الإنسان رخيصة.. بسبب الإهمال وجشع المال وعدم المتابعة والإهتمام من الجهات المختصة. اتمنى ان تقوم الداخلية بحملات تفتيشية على مواقع العمل بشكل مستمر وان تهتم البلدية وكل الجهات المعنية بمراقبة اماكن السكن المؤجرة سواء للعمال او حتى العائلات، حيث بها الكثير من التجاوزات.