26 أكتوبر 2025

تسجيل

لماذا يا نادي السيلية الرياضي

18 مارس 2012

"فإذا كلفتموهم فأعينوهم"، بها نبدأ هذه المقالة علها تصل إلى الأشخاص المعنيين وأن يكونوا ممَن يغير من حاله إلى الأفضل. حينما تجلب عاملاً ليؤدي مهمة بسيطة، تجده يكافح ويناضل من أجل أن يوفر لنفسه لقمةً يسد بها جوعه، متحملاً أعباء العمل، هذه صورة بسيطة نجدها بيننا يومياً، لكن الأمر غير المقبول أن يتأخر العامل عن وقته، فهنا يجد منك الكلمات غير الموسيقية، يسمع أنواع الشتم، وأنواع الإهانات، بل قد تصل منك أن تقطع جزءا من الراتب، ويتحمل لأنه السبب في التاخير، ولكن يأتي الدور عليك لتقرأ ما أقصده من مقالتي: العامل حينما يقصِّر في عمله لا بد من عقابه (طبعاً العقاب في زمننا يعتبر فنا من الفنون المدفونة التي لا بد أن تحيا )، هو يعتبر نفسه ذليلاً من أجل حاجته، وأنت تعتبر شخصك قوياً لأن بيدك أن تحرمه الحاجة أو تذله حتى تعطيه. كم صور الذل نجدها بيننا، هناك مَن يمنع رواتب العمال ثلاثة وأربعة شهور، ولا يخاف الله فيهم، ولا يدرك أن هؤلاء تحكمهم ظروف قاهرة، وأنهم مُلزمون بأمور كثيرة، ولكن ( لا حياة لمَن تنادي ). وصلني إيميل من احدى المتابعات لمقالاتي، تقول: إن والدي يعمل سائقا في ( نادي السيلية الرياضي )، وانه لم يستلم راتبه في الوقت المحدد، بل يؤجل الراتب، الذي لا يتجاوز 2200 الى (اربعة أو ثلاثة شهور )، وتذكر في رسالتها وباختصار أن والدها ملزم بدفع الإقامات ورسوم المدارس وغيرها من الأمور، وانهم يستدينون من هنا وهناك إلى أن يتكرَّم صاحب النادي أو المسؤول في الإدارة المالية بدفع رواتبهم، والمشكلة الكبرى أنه يؤجِّل راتب ثلاثة شهور وحينما يدفع لهم يدفع عن شهر ويؤجل الشهرين مثال: لم يستلم الوالد راتب شهر (ديسمبر - يناير - فبراير)، وحين أدركنا شهر مارس دفع لهم عن شهر ديسمبر فقط، على أمل أن يدفع الباقي فيما بعد، وهكذا كل ثلاثة اشهر يقبض والدنا راتب شهر فقط، اي قانون هذا وأين الضمائر الحية، كما لكم التزامات فللناس ايضاً ظروف يجب تقديرها، أين أنتم من قوله عليه الصلاة والسلام: (أعط الأجير أجره قبل أن يجف عرقه)، هل أذكركم بالقول الذي قاله جل جلاله (ثلاثة انا خصمهم يوم القيامة منهم ورجل استأجر أجيرا فلم يوفه أجره)، أترضون أن تكونوا ممَن خاصمه الله تعالى ولم يرد أن ينظر إليه؟ هذان الحديثان يكفيان بالغرض، يجب العناية التامة بالعاملين ومنحهم أجورهم، وتقدير ظروف معيشتهم، أين رب العمل من هذا كله، أم أن المسألة فقط تكمن في جمع عدد كبير من العمال دون اعطائم حقوقهم، أين حقوق الإنسان من هذه المهزلة التي نجدها. إنني أناشد إدارة النادي النظر إلى هذا الموضوع، لأنه موضوع مهم للغاية فيه أرزاق (أناس يعلم الله بظروفهم )، وإنني على يقين أنه سيأخذ الموضوع ويصل إلى الميناء بسلام وأمان، فهؤلاء رفعوا مشكلتهم لبريدي الالكتروني، وأنا بدوري رفعته للصحافة، على أمل أن يجد مَن يهتم ويرحم هؤلاء السائقين والعمال. دقيقة: نرجو من كل رب عمل أن يعدل بين عماله، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالعمال رعية وأمانة عند رب العمل وهو المسؤول عنهم، ونرجو أن يتم اعطاؤهم جميع حقوقهم؛ فالدنيا ليست بدار قرار، وأرجو من الله تعالى أن يهدينا أجمعين ومن لا يستطيع أن يعطي الأجير أجره، فلا يستعبدهم وهم أحرار، ولا يهين كرامتهم وأن يتقي الله فيهم. [email protected]