11 سبتمبر 2025

تسجيل

سقوط الأقنعة

18 مارس 2012

أعجب كثيراً لمن يبررون للطغاة مجازرهم وما يقدمون عليه ضد شعوبهم من تعذيب وقتل. والمعني هنا بعض أعضاء مجلس الأمة الكويتي من الطائفة الشيعية الذين يدافعون عن النظام البعثي ويرددون المزاعم التي يرددها نظام دمشق البائد وهي أن الحكومة السورية تقاتل عصابات إجرامية تستهدف سوريا. إن العالم أجمع يشاهد المجازر التي يرتكبها الجيش السوري وشبيحته بحق الأبرياء من المدنين العزل من أطفال وكبار السن. كما انشقاق عدد كبير من الجنود والضباط العاملين في الجيش السوري احتجاجاً على تلك المجازر التي ترتكب بحق مواطنيهم دليل واضح أن من يواجههم النظام ليسوا سوى شعب انتفض لعزته وكرامته وليسو جماعات إرهابية. ويزعم أولئك النواب أن ما يحدث في سوريا من جرائم قتل واغتصاب وحرق للأحياء محض اختلاق وتدليس. وإذا كان الأمر كما يدعون فلماذا يمارس النظام السوري تعتيما إعلاميا ولا يسمح للصحفيين والمراسلين بأن ينقلوا الحقيقة؟ هل يريدوننا أن نصدق النظام ونكذب من ينقلون الأحداث من داخل سوريا؟ لقد رأيت على شاشة التلفزيون بعض أعضاء مجلس الأمة الكويتي وهم يهاجمون أحد الأعضاء حينما ندد بما يقوم به بشار من سفك الدماء وقصف للمدن والقرى السورية في الجلسة المخصصة لمناقشة موقف الحكومة الكويتية من الأوضاع الجارية في سوريا . وكأن ما تنقله وسائل الإعلام حول الأوضاع في سوريا وما يبث من مقاطع لنزيف الدم الذي يجري في حمص ودرعا وغيرهما من المناطق السورية مجرد أكاذيب ومزاعم! ثم عقد النواب الكويتيون الذين دافعوا عن النظام السوري وفي مقدمتهم عبدالحميد دشتي مؤتمرا للتنديد بدخول قوات درع الجزيرة للبحرين، هاجموا فيه السعودية وقطر والبحرين، واتهموا السعودية بارتكاب جرائم حرب في البحرين عندما دخلت قوات درع الجزيرة الأراضي البحرينية بطلب من السلطات البحرينية إثر التهديدات الإيرانية التي كانت مستمرة حينها. وتناسى النواب المحترمون أن إيران دولة تحتل أراضي عربية هي الجزر الإماراتية ومناطق الأحواز العربية وأنها لو أتيح لها المجال لاحتلت الكثير من الدول العربية المجاورة لها وفي مقدمتها الكويت، وشردت المدافعين عنها من النواب الأفاضل . وأرى أنه من المثير للسخرية والعجب أن يرفع نائب كويتي آخر في نفس المؤتمر صوته ويتهم دولا خليجية بعينها بمحاولة إجهاض الثورات العربية في اليمن والبحرين، وفي نفس الوقت ينفي جرائم النظام العلوي بحق شعبه الأعزل، ويتناسى التسليح الإيراني للطاغية بشار، وتمرير حكومة المالكي في العراق لأسلحة إيرانية عبر شاحنات الخضار لقتل المدنيين. لماذا أيها النواب المحترمون هذه الانتقائية في الرأي والتوجه السياسي؟ لماذا هذا الدفاع المستميت عن نظام يقتل أبناء شعبه بدماء باردة وأمام أنظار العالم أجمع :هل هو بسبب الولاء للمذهب؟ أو الولاء للنظام الإيراني الذي يحرككم من خلف الستار؟ نعم كل هذا ولأنكم مسيسون ولا تنطلقون من مبدأ الدفاع عن المظلومين وعن الحق. الأزمة السورية أظهرت للجميع حقيقة النظام العلوي المتعطش للدماء وكذلك حقيقة التغلغل الإيراني في الكويت وفي مختلف القطاعات الحساسة منها كمجلس النواب .إن هؤلاء النواب ينفذون أجندة إيرانية تسعى لإثارة الفوضى وزعزعة العلاقات بين الكويت و دول الخليج ومحاولة عزل الكويت عن بقية الدول الخليجية. وهذا ما يجب أن يتنبه له الأحرار في مجلس الأمة الكويتي فالكويت جزء لا يتجزأ من الخليج العربي ومن الأمة العربية وشعبها الأبي لن يسكت عن هذه التوجهات اللاوطنية والمشبوهة.