14 سبتمبر 2025

تسجيل

عمل المرأة بين الواقع والطموح (2)

18 مارس 2011

بدأ عمل المرأة منذ ان استوطن الانسان الأرض وان ارتبط عملها فى الماضى بالكهف أو الخيمة أو المنزل أو المساحة الضيقة المحيطة بمكان سكنها، الذى لم تضطر لتركه والابتعاد عنه لساعات طويلة وبالتالى لم تجبر على ترك الصغار دون رعاية وغالباً ما كانت تصطحبهم معها حاملةً اياهم على ظهرها ان كانوا صغاراً جداً، سواء فى مراحل البشرية الأولى التى قضاها الانسان فى الصيد والجمع والالتقاط أو بعد أن اكتشفت المرأة الزراعة ومارستها، وكذلك فعلت المرأة البدوية التى قامت بالكثير من الأعمال والصناعات والابداعات اليدوية وهى جليسة خيمتها، ولم تظهر فى تلك الحقب الغابرة الاشكالات التى ظهرت عند عمل المرأة فى العصر الحديث . فهذه الاشكالات التى أفرزها عمل المرأة تنبع من جملة أسباب منها موضوع الاختلاط بين المرأة والرجل وتعدد النظريات الدينية التى حاولت معالجة موضوع الاختلاط ومنها ما حرمته وما تبع ذلك من رفض من قبل المجتمع لعملها هذا والنظر للمرأة العاملة فى أماكن الاختلاط كمتهمة لم تثبت براءتها حتى وان حاولت، ان بدأت تخف فى السنين الأخيرة هذه النظرة القاسية لعمل المرأة خارج المجتمعات النسائية حتى فى المجتمع القطرى بدأت تتغير هذه النظرة السلبية لعمل المرأة وبدا المجتمع أكثر تقبلاً لعملها خارج الغيتوهات النسائية ومن المشكلات الأخرى التى نتجت عن عمل المرأة الذى اعتبره الاشكال الأهم تخليها عن رعاية أطفالها لساعات طويلة فى اليوم أو استخدام بديلة للأم لتقوم بدور الرعاية كما حدث عندنا فى مجتمعات قطر والخليج الأخرى، وكما يعرف الجميع تخلى الأم عن دورها الأساسى والمهم لا يمر بدون مشاكل وتبعات ولكن احتياجات العصر الحديث المعقدة والمكلفة فرضت عمل المرأة ولم تترك لها خياراً بين الاستمرار فى رعاية أطفالها وبين أن تقدم خدماتها مقابل أجر ونتج عن ذلك كله صراع نفسي وتعب بدني تعانى منه المرأة ويدفع ثمنه الأطفال خاصة الصغار منهم وليست هذه دعوة للمرأة لترك العمل، فالعمل ضرورة مادية ومعنوية لاجدال فيها والطريقة الوحيدة أحياناً لاثبات المرأة لذاتها لكن يجب أن تكون قوانين العمل التى تخص الأمهات العاملات أكثر مرونة وتفهماً لأن المرأة العاملة تقوم بالاضافة لوظيفتها كموظفة تقوم بدور آخر هو الدور الأكثر أهمية وحساسية وخطورة وهو دورها فى تنشئة الأطفال وتربيتهم واعدادهم للحياة