09 أكتوبر 2025

تسجيل

لهذه الأسباب.. استتروا

18 فبراير 2020

أعتزم اليوم أن أقرف عيشتكم (لا أحب تعبير تسويد العيشة لأنه يربط السواد بسوء الحظ والتعاسة، وذلك لأنني.. بلاش.. كلك نظر). في الهند ترغم العادات بعض المنتمين لطبقة المنبوذين من الرجال على الخضوع للخصي واتخاذ أسماء نسائية وارتداء ملابس نسائية. رأيت منهم العشرات على قناة ناشونال جيوغرافيك وكاد قلبي ينفطر حزنا، ففي الكثير من المجتمعات هناك عادات سخيفة وبشعة ومدمرة ولكن ذوي العقول المتحجرة يدافعون عن التمسك بـ"عاداتنا"، وفي السودان مثل عامي يقول "من خلى/ ترك عادته قلّت سعادته"، فهل لو ترك شخص عادة ضرب عياله او شرب الخمر او لعب القمار سيصبح تعيسا؟. دعكم من الهند فحتى في مجتمعاتنا هناك عادات في منتهى البلاهة وقد تتعارض مع تعاليم الدين ولكنك تجد العوام يضفون عليها "قدسية" بنفس منطق "هذا ما وجدنا عليه آباءنا"، أعني ان أشياء كثيرة نمارسها بحكم "العادة" ومجاراة لمن هم حولنا خاطئة ومشينة، وبالمناسبة بالأغلبية ليست دائما على حق، وهذا ما تثبته التجارب الديمقراطية الصحيحة. يفوز شخص ما بثقة 75% من المواطنين الذين يعتبرونه المنقذ وصانع المعجزات ثم يتضح أنه خيخة، وفي الانتخابات التالية لا يفوز بأكثر من 15% من الأصوات، بالله عليك ألا يعتبر فوز شخص أخرق وجاهل ونرجسي و"خرُنق" بمنصب الرئاسة في الولايات المتحدة في انتخابات نظيفة دليلا قاطعا على ان الأغلبية قد تكون على خطأ؟ ثم انظر كيف فاز الرئيس الفرنسي السابق نيكولاس ساركوزي بأغلبية كاسحة، ثم اتضح انه "ظاهرة كلامية"، ولم يعرف له الفرنسيون انجازا سوى طلاقه من رفيقة رحلة العمر، ثم زواجه من كارلا بروني (ولكن بصراحة ذوقه ممتاز في اختيار الزوجات من حيث المواصفات الخارجية). وبالطبع فإن محو العادات الضارة يستغرق وقتا طويلا، ولكن التنوير والتعليم كفيلان بالقضاء عليها في خاتمة المطاف، ولكن ما قولك في أن تايلاند تشهد وباء عجيبا في السنوات الأخيرة، وبالتحديد في المدن الكبرى حيث ارتفاع مستوى التعليم والاستنارة، فالمئات من المراهقين (الذكور) يخضعون للجراحة لاستئصال الخصيتين تماما، يعني هؤلاء غير مقتنعين بأن كونهم شواذ جنسيا "يكفي"، بل يريدون التخلص من الأعضاء التي ستؤكد رجولتهم لاحقا، وفي الثاني من نوفمبر المنصرم أصدرت وزارة الصحة التايلاندية تعميما الى 16 ألف مستشفى في سائر أنحاء البلاد تحظر بموجبه عمليات الخصي الكامل "مؤقتا". إلى حين تقنين المسألة! يعني من حيث المبدأ لا يوجد اعتراض على الأمر، وكل ما هناك هو وضع ضوابط لإجراء تلك الجراحات. عندما داهمت الشرطة عيادة براتونام كانبيت وجدت وثائق تشير الى أنها أجرت 500 عملية إخصاء في غضون سبعة أشهر.. واخد بالك؟ هذه عيادة واحدة من بين 16,000 عيادة ومستشفى، والعملية التي تستغرق دقائق معدودة (كط آند بيست أي قطع ولصق) تكلف 4000 بات أي نحو 65 دولارا، وهناك أوروبيون يأتون الى تايلاند لإجراء تلك العملية! ابن آدم يدفع ولو مليما واحدا لاستئصال عضو سليم في جسمه لابد وأنه يعاني من مرض خطير. وهكذا صار هناك في تايلاند جنس ثالث يسمى كاثويز، أو بالإنجليزية ليدي بويز lady boys أي الأولاد الستات، وحسب وثائق لدى شعبة علم الاجتماع في جامعة هونغ كونغ فإن في تايلاند وحدها 350 ألفا من هذه الفئة ال"نُص كُم".. ترانزسكشوالز.. العابرون للفواصل بين الجنسين.. والأنكى من كل ذلك أنهم يخضعون للمشارط الطبية حتى يتسنى لهم ممارسة الدعارة بارتداء الملابس النسائية. هذه من ويلات العولمة التي جعلت كل شيء "سلعة" وجعلت الحصول على المال بكل السبل أمرا مباحا.. المهم.. الصيف على الأبواب، وعلى من يتوجهون الى بلدان معينة في شرق وجنوب شرق آسيا أن "يستحوا على وجوههم". وإذا ابتلوا فليستتروا! [email protected]