الهمزية

حريةٌ في رأينا مكفولةٌ وكذا بحوثُ العلمِ والفقهاء حرية الإعلام في صفحاتنا كجرائدٍ يوميةٍ نجلاء بيتا شعر يجسدان المادة (47) والمادة (48) من دستور قطر اللتين تنصان على: "حرية الرأي والبحث العلمي مكفولة، وفقاً للشروط والأحوال التي يحددها القانون" و"حرية الصحافة والطباعة والنشر مكفولة، وفقاً للقانون"، هذان بيتان من أصل 550 بيتا خط فيها الشاعر الدكتور خالد بن محمد البوعينين مواد دستور دولة قطر شعراً. كنت أبحث بين أرفف المكتبة عن دواوين شعر لشعراء قطريين فوقع بين يدي كتاب الهمزية، فكرة خلاقة ولوحة فنية متقنة، قافية الأبيات الهمزة فسماها الشاعر الهمزية، وددت لو كان هذا الكتاب على رفوف جميع المدارس الإعدادية والثانوية، أحسست وأنا أقرأ الأبيات بأنه يجب أن تتنفس هذه القصيدة من ورق الكتاب إلى ألسنة وعقول أبنائنا، تمنيت لو أضيفت بعض أبيات القصيدة لمناهج مادة الاجتماعيات، أو درست في حصص اللغة العربية، أو لُحن وغني بعض أبياتها. عدت إلى المنزل وبدأت البحث الإلكتروني فوجدت لقاء ثرياً مع الدكتور في برنامج كتاب مميزون ألقى فيه الضوء على كثير من مؤلفاته ومنها كتاب الهمزية، ووجدت أيضا أوبريت الهمزية في وصف الدستور لمدرسة سعود بن عبدالرحمن النموذجية للبنين، يتضح من ذلك أنه مجهود شخصي لغياب أساليب التصوير والإخراج الحديثة التي تتوافر في المجال الإعلامي القطري اليوم. لا ينقصنا الإبداع في هذا الوطن ولكن ينقصنا بعض التكامل، لقد ولدت هذه الأرض الكثير من المبدعين ولا تزال حبلى، ولكن الانسان القطري بطبيعته خجول ويحتاج إلى تشجيع وتقدير، كثير من الجهود الفردية الخلاقة مثل هذه القصيدة لا يتلقى الزخم الإعلامي المطلوب أو لا يُحتضن الاحتضان الذي يتناسب وحجم الفكرة، رغم وفرة الدعم المادي إلا أنه لسبب أو لآخر لا يصل لبعض مثل هذه المبادرات الخلاقة. شكري من هذا المنبر للدكتور خالد البوعينين وتقديري له ولكل المبدعين القطريين في كل المجالات. ودمتم سالمين [email protected]