11 سبتمبر 2025
تسجيلتعرفنا في الحلقة السابقة على بعض النظريات والاراء التي تشرح الكيفية التي ظهر بها السلبيون في حياتك ونريد الآن ان نعرف الكيفية التي بها يؤثر السلبيون علينا؟ دعنا نقول إن الشخص "س" دائما ما تكون ذبذباته منخفضة عند درجة "30" على المقياس — الذي ذكرناه سابقاً وان درجتك تعادل "98" على نفس مقياس الذبذبات — اذكركم اننا افترضنا في هذا المقياس ان الدرجات من " صفر إلى 50 " تعبر عن ذبذبات سلبية وان الدرجات من "51 إلى 100" هي ذبذبات ايجابية، عليه انك بعملية طرح بسيطة يمكنك ان تعرف مقدار الفرق بين ذبذباتك وذبذباته وهذا الفرق بين ذبذباتك وبين ذبذبات "س" او اي شخص اخر يعادل المقاومة — (السلبية) — التي تشعر بها عندما تتواجد مع "س" او من يماثله او عندما تتحدث إليه. في علم الطاقه نعلم ان مجال طاقة كل منا والذي نطلق عليه مسمى الهالة يتفاعل مع المحيطين بنا ومع البيئه من حولنا، وبناء عليه فإن تفاعل طاقتك مع طاقة الشخص السلبي نتج عنه انخفاض في طاقتك. يمكنك ان تلاحظ اثر طاقة المكان على طاقتك من الامثلة التالية: عند مرورك بسيارتك قرب مكان خرب غير نظيف كيف تشعر؟ — عند دخول المسجد او تواجدك على شاطئ بحر جميل ونظيف او عند ذهابك إلى حديقة غناء؛ كيف تشعر؟ ويرى مايكل لوزر أن الشخص السلبي لم يقم بخفض طافتك بل انت قمت بخفض ذبذباتك لكي تستطيع التعامل معه ومجاراته. ونستطيع ان نوضح ذلك بالمثال التالي: ربما شعرت في يوم من الايام بمشاعر شديدة من الفرحة والبهجة لأنك حصلت على امتياز في الاختبار او لأنك نلت الترقية التي حلمت بها لسنين طويلة وفجأة يتصل بك صديق عزيز يخبرك ان والده قد توفي فجأة، فلاشك ان بهجتك ستقل تألما من اجل صديقك وعندما تذهب إلى منزله لاداء واجب العزاء قد ينتابك حزن شديد — (وهذا بلا شك امر طبيعي ومقبول من الناحية الشرعية والاجتماعية مشاركة الناس احزانهم وافراحهم ولكن غير المقبول هو ان تترك هذه المشاعر تدمر حياتك وديننا الحنيف يعلمنا كيف نتلقى مصائب الدنيا بالصبر والرضا بقضاء الله تعالى) — لاحظ ان تعاليم ديننا الحنيف كلها تحثنا على الخروج من المشاعر السلبية والاحتفاظ بالايجابية وهذا مصداقاً لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم والذي قال ما معناه "عجباً لأمر المؤمن، او ان امره كله خير ؛ ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له، وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له، او ان امره كل خير ". من طبيعة الحياة انها بقدر ما تحتوي على نعم عظيمة بقدر ما تحتوي ايضا على منغصات وتحديات قد تؤثر علينا من وقت لآخر. فموت انسان عزيز او مرض شخص قريب او الرسوب في اختبار وما إلى ذلك لاشك انه يشعرنا بمشاعر سلبية تتباىن حسب تباين الموقف او الحدث، ومهمتنا تتركز في بذل الجهد لتخفيف حدة السلب ووقعه علينا وزيادة اثر الايجاب في حياتنا. والسؤال الآن ولكن ماذا عن اولئك الذين يتسمون بالسلبية الدائمة هؤلاء الذين يرتدون على عيونهم نظارات سوداء، الذين يعكرون صفو حياتنا بمجرد رؤيتنا لهم كيف نحمي طاقتنا منهم؟ هذا ما سنعرفه الحلقة القادمة من "نبع السعادة" بمشيئة الله تعالى.