12 سبتمبر 2025
تسجيلوسط أجواء احتقان سياسي عارم، ومعارك دموية ساخنة، وعمليات إرهاب وتفجيرات متنقلة تضرب أوساط المدنيين وتجمعاتهم في الأسواق وتجمعات الفقراء، تجري الأوضاع في العراق بعبثية ودمار كبيرين وسط تعثر قصة المصالحة الوطنية بسبب تراكمات وملفات عديدة ونزاعات طائفية ومشاكل متوارثة ومنبثقة من عمق المؤسسات الطائفية الحزبية التي فشلت في تكوين وإنجاح تجربة لا يمكن وصفها سوى بالفشل الذريع، فالحرب ومحاولة تعويض سنوات الخراب الذي تسبب فيه نوري المالكي بعد إدارته الفاشلة لكل الملفات الأمنية والعسكرية والسياسية، قد استنزفت العراق استنزافا رهيبا ودمرت أسس اقتصاده الذي بات معتمدا على منح وأعطيات صندوق النقد الدولي بعد تبديد مئات المليارات في مشاريع وهمية كانت عنوانا لنهب سلطوي كبير، وقد استفاد النظام الإيراني استفادة جمة من تدهور الأوضاع العراقية عبر سياسة احتوائه لكل القوى السياسية المؤثرة والمرتبطة به والميليشيات المسلحة التي تستمد قوتها من الدعم الإيراني، ومن أجل تعزيز الجهود الإيرانية للاحتواء الكامل فقد أقدمت المؤسسة الإيرانية الحاكمة على تعيين كبير مستشاري قائد فيلق القدس للحرس الثوري، وهو العميد إيرج مسجدي سفيرا لإيران في العراق خلفا لحسن دانائي فر، و"مسجدي" من الضباط الممنوعين دوليا من مغادرة إيران بموجب نظام العقوبات الدولية، ولكنه اليوم سفير في دولة لعبت الولايات المتحدة دورا مركزيا في إقامة نظامها الذي يميل للجانب الإيراني أكثر من أي جهة أخرى! وتعيين مسجدي الحرسي يعني أساسا بأن أجندة النظام الإيراني في العراق هي أجندة مواجهة وتعزيز للنفوذ العسكري الإيراني المتزايد، خصوصا وأن مؤسسة الحرس الثوري هي المسؤولة الأولى عن مستقبل النظام السياسي في إيران وعن النفوذ الإيراني في عموم الشرق القديم.