12 سبتمبر 2025

تسجيل

العراق ينفجر في طريق التلاشي

18 يناير 2016

سيسجل التاريخ حتما الرواية المريعة لعجز الحكومة العراقية المريع عن إيقاف التدهور الكارثي الذي يعانيه العراق، ودورها السلبي الفظيع في إدارة الفشل لأعنف وأعقد أزمة مرت على العراق في تاريخه المعاصر؟ فالعراق يعيش اليوم قولا وفعلا مرحلة الفترة المظلمة بكل تداعياتها الرثة. وفي عصر الشفافية والانفتاح الكوني، يعود المجتمع العراقي يعود القهقرى بصراعاته العبثية، ومجازره الطائفية لقرون سحيقة من التوحش والعدمية والهمجية. فمأساة قضاء المقدادية وحملات التطهير الطائفي في محافظة ديالي على أيدي الميليشيات الطائفية القذرة المنفلتة وفي غياب حماية وسلطة الحكومة العراقية بل وعدم قدرتها على التدخل والحسم، تمثل بكل جلاء عملا يصيب في الصميم هيبة وشرعية الدولة. لقد أثبت رئيس الحكومة حيدر العبادي عن قدرة فذة في تجاهل المشاكل الحقيقية، وفي مواجهة التحديات الخطرة التي تعصف بالعراق وتكاد أن تحيله لهشيم تذروه الرياح ؟، فإدارة العبادي للوضع الأمني والعسكري أثبتت بأن الحكومة في واد والأوضاع العامة المتفجرة في واد آخر، كما أن حجم التركة الثقيلة التي ورثها العبادي لا تعطي أي بارقة أمل على أي قدرة في حسم الملفات العالقة بدءا من التراجع المريع عن سياسة الإصلاحات الفاشلة أصلا، وصولا لخضوع الدولة والشعب لسلطة ميليشيات سائبة تمارس الإرهاب اليومي، وتقتل من تقتل، وتسرق من تسرق في ظل حالة الإفلاس المالي التي تعيشها الدولة العراقية وهي تئن من متطلبات حروب يومية متنقلة لم تحسم ولن تحسم أبدا.. فمدن العراق الغربية تحولت لأنقاض وخرائب تحكي قصة حرب فاشلة يدمر بها العراقيون ذواتهم، والحرب أضحت أمرا اعتياديا في عراق يلفه العنف وتفوح من أرجائه روائح الدماء والبارود، وتتسيد صفحاته المصورة عمليات قطع الرؤوس وحرق الجثث وتدمير بيوت الله في عمليات انتقام عبثية يبدو واضحا أن من يدير ملفاتها أطراف معروفة ومشاركة وفاعلة في السلطة، وهي الأطراف التي تسابق الزمن وتحاول فرض أجندتها في تحويل العراق لملحقية خلفية لنظام الولي الفقيه !!. وبين استمرار العمليات المسلحة وتصاعد جرائم العنف الطائفي التطهيري، واشتباكات العشائر العراقية الجنوبية، تبدو فصول الدراما العراقية المتوحشة في أشد فصولها تفعيلا لتعبر عن أوضاع بائسة أكدتها تصرفات قيادات فاشلة لم تتمكن من الدخول لعمق الأزمة لحل إشكالياتها، فرئيس الحكومة العراقية وهو القائد العام للقوات المسلحة لم يستطع رغم فيالق حمايته من كسر حصار الميليشيات ودخول قضاء المقدادية لإيقاف المجزرة بحق شعبه!، فأي قيادة عامة يقود فعلا إذا كانت زمرة من الرعاع والقتلة والمجرمين وسقط المتاع تستطيع أن تكسر ذراع الدولة وتمارس جرائمها وابتزازها علنا ؟ أي مهزلة تدور في بلد كان يفخر في يوم ما بقوة وبأس جيشه وقدرته ليس على حماية الحدود فقط بل المشاركة في معارك الأمة المصيرية ! ليتحول اليوم الى بلد ترتعد فرائص قادته من عربدة وجرائم قادة العصابات والميليشيات؟.المصائب القادمة ستتطور وفقا للحسابات الإقليمية والدولية ولمرحلة ما بعد رفع الحصار الدولي عن النظام الإيراني، ومشاريع التقسيم والتشطير قد أشهرت سكاكينها بوضوح.. لانريد أن نتشاءم أبدا! ولكن لا شيء يدعو للتفاؤل ؟... العراق في ظل الفراغ القيادي يعيش فعلا في مرحلة الانفجار والتلاشي ما لم تحدث معجزة!.