30 سبتمبر 2025

تسجيل

كسوة الكعبة

18 يناير 2013

لكسوة الكعبة الشريفة منذ أول عهدها حتى زماننا هذا قصص وأحداث وصراعات وصلت لحد الحروب، وذلك للاستحواذ على شرف صناعتها وزخرفتها.ويقال ان أول من كسا الكعبة هو تبّع أبي كرب ملك حميّر وذلك في عام 220 قبل الهجرة، ومنذ أيام الجاهلية الأولى كان العرب يتشرفون بخدمة الكعبة المشرفة وكسوتها، ويقال ان قصي بن كلاب جد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فرض على بطون قريش مبالغ مالية سنوية لكسوة الكعبة، فكانوا يدفعون بلا تردد المبالغ المطلوبة منهم، حتى جاء أبو ربيعة بن المغيرة المخزومي وكان من أثرياء قريش فقال : أنا أكسو الكعبة وحدي سنة، وجميع قريش سنة، وظل يكسو الكعبة إلى أن مات.وفي العهد الإسلامي كسا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع الكعبة بالثياب اليمانية. ثم في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه كسيت الكعبة بالقماش المصري المعروف بالقبطي الذي يصنع في الفيوم.وقام معاوية بن أبي سفيان بكسوة الكعبة كسوتين في السنة، وسار خلفاؤه على نهجه هذا، وفي عهد الدولة العباسية كانت الكعبة تكسى ثلاث مرات في السنة وتصنع من أجود أنواع الحرير والديباج الأحمر والأبيض، واستمر اهتمام العباسيين بالكسوة الشريفة الى أن بدأت الدولة بالضعف والاضمحلال فكانت الكسوة تأتي من ملوك الهند وفارس واليمن ومصر.وفي عهد الدولة الفاطمية رفض حكامها أن ينازعهم أحد بهذا الشرف الرفيع واستأثروا وحدهم بإرسال الكسوة سنوياً من مصر. وبعد اضمحلال دولتهم ونشوء دولة المماليك في مصر، احتكر المماليك هذا الشرف وكانوا على استعداد للقتال ضد من يجرؤ على محاولة التفكير بوضع كسوة غير كسوتهم، وحدث هذا عندما أمر ملك اليمن بانتزاع الكسوة المصرية ووضع كسوة يمنية مكانها، فأرسل المماليك حملة على اليمن حتى تمكنوا من القبض على ملكها وتقييده بالأصفاد وإرساله لمصر ليقضي بقية عمره مسجوناً فيها. كما حاول ملوك الفرس إرسال كسوة للكعبة، لكن المماليك كانوا لهم بالمرصاد. واستمرت مصر في إرسال كسوة الكعبة حتى بعد انهيار دولة المماليك وسيطرة العثمانيين عليها وعلى بقية الأقطار العربية. وفي عهد السلطان سليمان القانوني أضاف الى الوقف المخصص لكسوة الكعبة سبع قرى أخرى لتصبح القرى الموكلة بشرف صناعة الكسوة عشر قرى، وظلت الكسوة تنقل سنوياً بانتظام من مصر يحملها أمير الحج في قافلة كبيرة تستقبل بالحفاوة والإجلال في كل المدن والمناطق التي تمر بها، واستمرت مصر في صنع وإرسال الكسوة حتى عصر الدولة السعودية، حيث أمر الملك عبد العزيز بتشييد مصنع أم القرى لصناعة الكسوة الشريفة، فحظيت المملكة العربية السعودية بشرف إنتاج كسوة الكعبة.