15 سبتمبر 2025
تسجيلإن التراث هو الهوية الثقافية للأمة، وهو مناط التميز بين شعب وآخر، وارتباطنا بتراثنا يجسد مدى انتمائنا لأرضنا ويعكس ثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا وتطلعاتنا للمستقبل. فالحفاظ على التراث لا يقتصر على ضمان استمراريته من جيل إلى جيل، بل يتعدى ذلك إلى مواجهة تحديات العولمة والانفتاح على الثقافات الأخرى التي أصبح التعامل معها ضرورة لتعزيز مكانة الثقافة المحلية والعربية، وبما يحقق التناغم المطلوب بين الثقافات المختلفة. يجب علينا الأخذ في الاعتبار ما يواجه التراث الشعبي من مخاطر، ولاسيَّما في ظل العولمة والتشبه بالغرب والتخلي عن عاداتنا وقيمنا. والنظر بعين الاعتبار إلى أهمية إدراج التراث الثقافي بين الأجيال وتعزيز هويتهم الوطنية وتزويدهم بالمهارات اللازمة للابتكار والإبداع. الهوية الوطنية أساس قيام واستمرارية المجتمعات والدول الحديثة في عالمنا المعاصر، كما أنها تضفي على المجتمعات والدول خصائصها المتميزة عن غيرها حضاريا، وثقافيا واجتماعيا، وسياسيا، فهي بمثابة البصمة الحضارية التي تشكل كينونة الدول والمجتمعات الحديثة، مشيرا إلى أن المجتمعات والدول الحديثة وإن كانت تتمايز عن بعضها البعض بـ "الهوية الوطنية" فإنه ينبغي أن تنفتح على بعضها البعض متشاركة في أصل وجودها الإنساني والحضاري، أهم عناصر هوية الأمة تتمثل في اللغة والتراث وقيمنا التي تمثل جزءا من هويتنا بصفتها تعبيرا عن نظرتنا للحياة وللعلاقات بين بعضنا البعض وبيننا والأمم الأخرى، فالهوية الوطنية تجسد في معاني الولاء والتكاتف والوحدة الوطنية، فالمجتمع القطري له هوية تميزه، ولديه قيم وطنية راسخة، والجهود التي تقوم بها قطر للحفاظ على الهوية والتراث والطفرة الكبيرة التي تشهدها قطر في مجال الحفاظ على التراث من خلال المتاحف التي تسعى الدولة إلى إنشائها، حيث قامت دولة قطر بأدوار مختلفة منها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية مثال؛ على ذلك احتفال القبائل القطرية في اليوم الوطني والتي أصبحت تحت مسمى واحد ألا وهي "عرضة أهل قطر"، حيث حددت الكل تحت هوية دولة قطر، ألزمت الوزارات والحكومات الخاصة والعامة باستخدام اللغة العربية في التواصل كما تمثل اللغة عنصراً مهما من عناصر هوية الأمة وأيضا من خلال المهرجانات التي تقام كالمحامل التقليدية ومتحف مفتوح للتراث البحري، مهرجان سنيار يعتبر من تراث الدولة وهويتها، والتي تمثل كيف عاش الآباء والأجداد سابقاً، حيث كان اعتمادهم الاقتصادي والثقافي قائماً على رحلة الغوص على اللؤلؤ وصيد الأسماك، وذلك سعياً لإحياء التراث البحري، وايضاً مهرجان سوق واقف للفروسية يهتم المهرجان بالتركيز على جودة إنتاج السلالات الموجودة داخل قطر، ويهتم المربون باقتناء أفضل السلالات داخل قطر، والعمل على إنتاج سلالات قوية، وبالتالي جودة الجياد المشاركة بالبطولة تكون من أفضل السلالات، مهرجان الدوحة للموروث الشعبي، يعتمد المهرجان في الأساس على إبراز كافة الفنون الشعبية والألعاب الشعبية لكافة البلدان المشاركة في المهرجان، وأيضا تقديم ما يعبر عن ثقافة البلاد المشاركة مثل الحرف اليدوية الأصيلة، ويهدف المهرجان أيضا إلى التعريف بعادات وتقاليد البلاد التي تشارك في مهرجان الدوحة، ويتم من خلالها تبادل التجارب والهويات والخبرات، وله شهرة واسعة وتسعى عدد كبير من الدول للمشاركة في المهرجان، وأيضا بطولة القلايل للمقناص تعتبر من أهم البطولات والأكثر إثارة وتشويقا لممارسة حقيقة المقناص كواقع والتي تعكس مهارة القناص القطري في طرق الصيد التقليدية الموروثة والمعروفة في الثقافة العربية والقطرية، كذلك مركز نوماس يسهم في تنمية الشباب باستثمار وقت فراغهم في تعلم وممارسة مختلف العديد من الأنشطة ذات الصلة بالتراث والعادات الأصيلة لأهل قطر في الحل والسفر في البر والبحر وشتى نواحي الحياة كل ذلك في إطار من الدين والخلق الرفيع وإكسابهم المهارات التي تؤهلهم الى الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية. وبالنسبة للجانب الاقتصادي "شركة بلدنا"، حيث قامت الدولة بإبراز منتجاتها من دون الاعتماد على الغير من خلال عرض المنتجات المحلية في مختلف الأسواقأ أما الجانب التعليمي حيث تخصص المدارس يوماً للاحتفال باليوم الوطني وايضاً لكي لا تندثر الهوية الوطنية واللبس الوطني قامت بوضع لوائح تشدد على ارتداء الطلاب للزي القطري في المدرسة وايضاً تم افتتاح أول مدرسة دولية لتعزيز الهوية القطرية مدرسة طارق بن زياد، حيث إن المدرسة محاطة بذكريات الماضي وعراقة التراث من خلال غرس الأخلاق والعادات والتقاليد في الأجيال المستقبلية وتعزيز التراث الثقافي الوطني والمحافظة على القيم والهوية العربية والإسلامية التي تبنتها رؤية قطر 2030.