14 سبتمبر 2025
تسجيلالاستعداد والمثابرة خيار، في حين أن الاختبار هو تقييم لاستعداداتنا، والحياة سلسلة من الخيارات والاختبارات المستمرة، تلازم الإنسان حتى يوارى الثرى. أخطاؤنا دليلنا نحو الصواب، ومن لم يستفد من أخطائه سيبقى تائها عن طريق النجاح. لقد خُلق الإنسان في كبد؛ فهو يكابد الحياة يتعلم من تجاربه، وتصفعه أخطاؤه كل مرة حتى يستبين له الحق فيستظهر الصواب من جهوده المهدورة ليكون له درس يُعلّمَهُ للآخرين، فالسعيد من اتعظ بغيره والشقي من اتعظ بنفسه، وكلنا خطّاء فليس منا من هو معصوم، ومن يعاود الخطأ نفسه ولم يتعظ من خطئه وأخطاء الآخرين فهو ضحية نفسه الأمّارة بالسوء غارق بالفشل لا محالة. وبذلك يقول الرسول (ص): « لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين. «، وبنفس السياق يقول الفيزيائي الشهير البرت أينشتاين: الغباء هو فعل نفس الشيء مرتين بنفس الأسلوب ونفس الخطوات وانتظار نتائج مختلفة. والفائز من استفاد من أخطائه فعدّل وجهته نحو ارتقاء المعالي لمن عقل مطالبه واستبصر أهدافه، فالأماني لا تتحقق إلا بالجد والاجتهاد وبذل المزيد من الجهد والمثابرة والاستفادة من تجارب الآخرين الناجحة لتحقيقها وبذلك يقول الشاعر أحمد شوقي: وما نـيل الـمـطـالب بالتمنـي***ولـكـن تــؤخـذ الـدنـيا غلابـا وأول خطوة في دائرة النجاح هي الانتصار على النفس، فالنفس أمّارة بالسوء كما وصفها خالقها وعندما نخالف هواها بعدم الاستسلام لها، بالأكيد سترتقي إلى نفس مطمئنة تتحول إلى نفس راضية كلما نهجنا نحو الصواب. فعندما يُهمل الطالب دراسته ويقوم بتأجيلها حتى يوم الاختبار، وبذلك ألغى استعداده له فتكون النتيجة هي الرسوب، فيصبح ضحية عدم الانتصار على النفس، وعندما نستهين بالأشياء ونلجأ للكذب لخلق مبررات هشة فهذا عدم انتصار على النفس، ولو فكّر الطالب بالمجهود الذي سيبذله في الدراسة والحصول على التفوق بالأكيد سيكون اقل من مجهود الندم وخيبة أمله وضياع الوقت والتأخر عن الدراسة، والمجهود الذي يبذله الإنسان ليكون صادقا مع نفسه واعترافه بأخطائه سيكون اقل من مجهود الكذب لإنقاذها، فيختلق كذبة وراء أُخرى ويبقى في دائرة الكذب، وتتسع الفجوة بين عذابات الضمير والتصالح مع الذات والنتيجة هي الفشل وعدم احترام الذات وبالتالي الإحباط والاكتئاب هو المصير المحتوم. التأجيل والتسويف للمهمات المطلوبة، من الملامح البارزة لعدم الانتصار على النفس، مما يضع المرء في مواقف حرجة يحتاج إلى جهودٍ مضاعفة للتغلب على الفشل وتجنب إحراج الذات. لذا علينا أن نستعد لحياة آمنة ببذل المزيد من الجهد للانتصار على نفوسنا، وهزم الفشل من خلال إعادة ترتيب أولوياتنا لتحقيق النجاح وتجاوز الأزمات التي من الممكن أن تعوق انتصاراتنا في الوصول لأمنياتنا، فالمنظمون هم الأكثر نجاحاً. وبذلك يقول الله في كتابه العزيز: «إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ».