21 أكتوبر 2025

تسجيل

أخر درر دول الحصار في عيون الإعلام الأمريكي

17 ديسمبر 2018

نكتشف كل صباح درة جديدة من درر دول الحصار حتى أصبحنا لا نتعجب منها بل نضحك ثم نشفق على حال بعض الممارسات التي لسنا نحن من روجها بل وسائل إعلام أمريكية جدية كبرى، فقد قرأنا في العدد الأخير من المجلة الأمريكية الأشهر (فوريني بوليسي) و على صفحات المجلة الأمريكية الأكبر (نيوز ويك) أن الإمارات و السعودية تنظمان حملة إعلامية و دبلوماسية !! للنيل من سمعة المسلمتين الأمريكيتين اللتين فازتا بعضوية الكونغرس مع مرشحة فائزة عربية ثالثة حيث دخلت ممثلات الحزب الديمقراطي رشيدة طليب وإلهام عمر ودونا شالالا التاريخ حين أصبحن أولى النساء من أصول عربية يحصلن على عضوية الكونغرس الأميركي وذلك خلال الانتخابات النصفية الأميركية الأخيرة . وتقول المجلة الراقية و الأسبوعية العريقة أن عمليات التشويه تركز على اتهام السيدتين رشيدة و إلهام بكونهما ينتميان لجماعات إسلامية متطرفة تتسلل إلى الكونغرس الأمريكي قصد تغيير سياسات الولايات المتحدة !! و التأثير على القرار التشريعي الأمريكي !!! و لعلم الذين يقفون وراء هذه الحملات المهزلة أن الدولة الفيدرالية الأمريكية التي نشأت منذ 250 عاما تأسست حسب ميثاقها على قاعدة المواطنة أي الاشتراك في الوطن والولاء للراية الأمريكية دون اعتبار الأصل العرقي أو الانتماء الديني أو العقيدة السياسية حاجزا أو معيارا لتصنيف المواطنين وهو ما ساهم في تعزيز المكانة الأمريكية كقوة لا عسكرية فحسب بل قوة عظمى حضارية مهما جمعت من المتناقضات فهي المجتمع المعتمد على الحرية و على التفريق بين السلطات وعلى الاستقلال الداخلي لكل ولاية و الحائزة على أغلبية جوائز نوبل في الأداب والعلوم على مدى التاريخ. و في سجل ثان مختلف كشفت الصحيفة البريطانية (ميدل إيست أي) هذا الأسبوع بقلم أكبر خبراء الملفات العربية (ديفيد هيرست) ما سمته (مؤامرة الإمارات و السعودية ومصر ضد تونس) قال الكاتب بأن تونس مهد الربيع العربي النموذج الناجح نسبيا مستهدفة بمخطط انقلابي غايته تكرار السيناريو المصري و القضاء على المسار الديمقراطي و الوفاق والاستقرار ولاحظ الخبير البريطاني أن الرئيس الباجي استقبل عراب الانقلابات المصرية نجيب ساويرس يوم 19 نوفمبر والذي وعده باستثمارات مشروطة بإعلان العداء لحركة النهضة كما استقبل رغم رفض المجتمع المدني ولي العهد السعودي الذي ترك فريقا حسب (ميدل إيست أي) و صحيفة (الجمهورية) التونسية للاتصال بالسياسيين بقصد تحويل وجهة الانتخابات التونسية القادمة، وأشار الكاتب إلى تعيين راشد محمد المنصوري سفيرا للإمارات في تونس وهو الذي كان وراء الاستفتاء الكردي على استقلال الإقليم الكردي منذ عامين. لكن (ميدل إيست أي) لم تتطرق إلى الدور الذي يقوم به محمد دحلان في تونس من خلال خلية باريسية تتبعه وهو الذي يمولها بالمال الإماراتي وهي متخفية في شكل مركز ! للبحوث يديره شخص معروف لدى التونسيين بعدائه المهووس لقطر ولحرية الشعوب. من جهة أخرى بدأ دور دحلان في قتل خاشقجي يفتضح و تناقلته صحيفة (يني شفق) التركية و الموقع العربي (الخليج أون لاين) و الموقع الأمريكي (برفييد نيوز) و تحليلات الخبيرين د.مصطفى الصواف و د.عبد الستار قاسم وكانت صحيفة (لوموند) الفرنسية نشرت مقالا عن هذا الرجل و نعتته بكونه «الذراع الإقليمية للإمارات» كما نشر عنه موقع (شام أو لاين) تعريفا واصفا إياه برجل المهمات السرية فكشفت (صحيفة يني شفق) يوم الثلاثاء 4 ديسمبر كيف التقى دحلان في دبي بالأمير محمد بن سلمان و محمد بن زايد أثناء زيارة ولي العهد الأخيرة للإمارات و طلبا منه أن يتحمل جريمة قتل خاشقجي لينقذ رأس بن سلمان على ما يشاع ! وكشفت معلومات المخابرات التركية دور دحلان موثقا بصور الكميرات التي سجلت دخول أعضاء الفريق الدحلاني القادم من بيروت للقنصلية السعودية باسطنبول يوم 2 أكتوبر قبل وصول خاشقجي. و لعل دور الفريق كان أكبر من مجرد مسح أثار الجريمة وكل هذا موثق و لم يعد خافيا أن الرجل مكلف من الإمارات بهذه المهمة كما بغيرها في عديد البلدان التي تتدخل فيها الإمارات بشكل من الأشكال مثل اليمن و ليبيا و تونس وهنا أريد أن أتوقف في محطة تونس لأني أعرف بعض خفاياها و تلقيت تهديدات عديدة نقلتها بالصورة و الكلمات مواقع إماراتية مثل موقع (قطريليكس) الذي خصني بفيديو مطول عنوانه : «تعرف على أحمد القديدي سفير التخريب القطري في تونس» و موقع (المشهد العربي) الذي نعتني بالتطرف و غير ذلك من منصات إعلامية إماراتية تهددني بالاسم و تحاول المساس من معنوياتي لأني أدافع عن الحق في وطني الثاني قطر و أشارك في المنابر التلفزيونية الفرنسية والعربية و الأمريكية كلما دعيت لها وأخيرا أقرأوا وثيقة الدعوى التي تقدم بها المحامي الفرنسي (جوزيف برهام) باسم الرابطة الفرنسية للدفاع عن الحقوق والحريات و الدعوى التي تقدم بها نقيب المحامين الأستاذ (بيار أوليفييه سور) ضد محمد بن زايد للمحاكم الفرنسية لتعرفوا مدى فظاعة الجرائم المقترفة في اليمن ضد الإنسانية التي نعتها فريق خبراء الأمم المتحدة بجرائم حرب.