31 أكتوبر 2025
تسجيلإن المجتمع لا يمكن أن يتطور إلا عندما تصلح علاقات أفراده بعضهم البعض، وتتقارب شرائحه.. ولا يزدهر إلا عندما ينبذ الجميع كل ما يسيء لاستقراره ويتكاتف الجميع للنهوض به على كافة المستويات، إذا فكلما قويت علاقات أبناء الوطن تطورت مؤسساته وازدهر إنتاجه وترسخت قوته وارتفع شأنه وتأصلت وحدته، فالثروة الحقيقية لكل وطن هم أبناؤه، فأغلى ما يمتلك الوطن هو المواطن الصالح المخلص الذي يؤمن بالله ربا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا وتكون كل تصرفاته وممارساته في ضوء كتاب الله تعالى وسنة رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، فالوفي الذي يجعل من انتمائه للوطن وعلاقاته الراسخة مع أبناء وطنه جناحا يحلق به في سماء التقدم ويبني جسورا قوية يدخل عليها إلى ميادين التقدم والى عصور الازدهار، حقا إنك يا دوحتي درة مكنونة تسمو بروح الأوفياء، فحب الوطن والالتصاق به والإحساس بالانتماء إليه شعور فطري غريزي يعم الكائنات الحية جميعها ولأن حب الإنسان لوطنه فطرة مزروعة فيه ولكن هل الوطن يعرف حقيقة حب أبنائه له؟ فالحب لا يكفي فيه أن يكون مكنونا داخل الصدر، ولكن لابد من الإفصاح عنه ليس بالعبارات وحدها وإنما بالفعل، وذلك كي يعرف المحبوب مكانته ومقدار الحب المكنون له، فهذا الوطن يحتاج إلى سلوك عملي من أبنائه ليبرهنوا له على حبهم له وتشبثهم به والعمل على رفعته وتقدمه. فإذا كان حب الوطن فطرة، فإن التعبير عنه اكتساب وتعلم ومهارة فهل قدمنا لأطفالنا من المعارف ما ينمي عندهم القدرة على الإفصاح عمليا عن حبهم لوطنهم؟ ولنعلمهم أن حب الوطن يقتضي أن يبادروا إلى تقديم مصلحته على مصالحهم الخاصة؟ فلا يترددوا أن يسهموا بشيء من وقتهم وجهدهم من اجل انجاز مشروع ينتفع به، ولندربهم على إجبار النفس على الالتزام بأنظمة الوطن حتى وان سنحت الفرص للإفلات منها، والالتزام بالمحافظة على بيئته ومنشآته العامة حتى وان رافق ذلك مشقة ليعيش الوطن في أمن وعز وكرامة، فالوطن الغالي جوهرة مكنونة ولؤلؤة ثمينة ترابه عنبر وهواؤه عليل وشمسه أنوار وأشجاره جنان، وأزهاره مرجان ونخيله أفنان، فإنها أعراس الوطن التي نعيشها وفرحة الأبناء الأوفياء بوطنهم.. إن احتفالنا باليوم الوطني هو احتفال يجسد المحبة والولاء والوفاء لهذا الوطن الكبير بقيادته الرشيدة، وهو استمرار لمواصلة مسيرة العطاء والتنمية التي يعيشها الوطن وينعم بها كل مواطن، فإننا ندعو الله سبحانه وتعالى أن يحفظ لهذا الوطن دينه وأمنه ورخاءه، وأن يحفظ قيادته الرشيدة وأن نحتفل بهذا اليوم عاما بعد عام ونحن ننعم بنعمة الدين والأمن والرخاء، فالمعيار الحقيقي للإنسان المخلص بالنسبة لبلده أن يكون هذا الإنسان مؤمنا بربه واضعا مخافة الله أمام ناظريه في السر والعلن، وأن يكون صادقا ومخلصا ونزيها في تعامله مع نفسه ومع الآخرين، وفي خدمته لبلده في أي موقع من مواقع العمل المختلفة التي تكون سببا في تقدم الوطن ورقيه فيتفاعل مع أبناء وطنه ويتكاتف معهم لتحقيق الرفعة والنهضة التي ينشدها الوطن، ولنتكاتف ببناء مؤسسات هذه الدولة على أسس إسلامية وديمقراطية حديثة كونت دولة عصرية حديثة تهتم ببناء الفرد وتنمية المجتمع على أسس علمية متينة ورؤية ثاقبة للمستقبل،فليشهد التاريخ العربي والإسلامي الحديث لهذه الدولة عظيمة الشأن والفتية بسواعد أبنائها التي ترتكز على الدين الإسلامي منهجا وعملا وتدعو للسلام وتنبذ الظلم والعدوان وتدعو للتوحيد والبناء وترفض التفكك والهدم وتشجع على العلم والرقي والنهضة وبناء الإنسان الواعي الذي يستطيع أن يخدم بلده ووطنه وينبذ الجهل والفقر.