11 سبتمبر 2025
تسجيلصدرت توقعات جديدة في 11 ديسمبر 2014، ولعل ما يميزها هو صدورها في أجواء ضعف أسعار النفط الحالية، ويأتي توقيتها أيضاً مهما في غياب بوصلة في سوق النفط حالياً.تشير التوقعات إلى ارتفاع الطلب العالمي على النفط من 92.80 مليون برميل يومياً في عام 2014، ليصل إلى 98.82 مليون برميل يومياً في عام 2020، يعني زيادة سنوية مقدارها 860 ألف برميل يومياً، وهي في مجملها زيادة متواضعة بالنظر إلى آفاق ارتفاع المعروض من مختلف مناطق العالم، وتأتي الزيادة من آسيا بمقدار 515 ألف برميل يومياً تشمل 340 ألف برميل يومياً من الصين، وباقي الزيادة تأتي من منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، وهذا يوضح الأسواق المستهدفة كمنافذ للنفط الخام في المستقبل بشكل واضح، وأيضا يوضح درجة التنافس في ظل انحسار الأسواق، بالإضافة إلى أن هذه التوقعات تؤكد أننا بصدد الحديث عن بلوغ الطلب العالمي الذروة، وأننا لا نتكلم عن بلوغ إنتاج النفط الخام الذروة على الأقل للسنوات الخمس القادمة، وأن التحدي سيكون في إيجاد آلية تضمن استقرار الأسواق خلال السنوات القادمة.أما الإمدادات من خارج الأوبك وسوائل الغاز من أوبك، من المتوقع أن ترتفع من 62.7 مليون برميل يومياً في عام 2014 إلى 69.99 مليون برميل يومياً في عام 2020، أي زيادة مقدارها 1.04 مليون برميل يومياً، وهذه الزيادة تشمل 620 ألف برميل يومياً سنويا من النفط الصخري والرملي من الولايات المتحدة، الأمريكي والكندي، وتشمل 200 ألف برميل يوميا من أمريكا اللاتينية، خصوصا البرازيل، تتوقع الدراسة أن يرتفع إنتاج النفط الصخري من الولايات المتحدة الأمريكية من 3.4 مليون برميل يوميا في عام 2014 إلى 6.6 مليون برميل يوميا في عام 2020، كما تتوقع ارتفاع إنتاج النفط الصخري الكندي من 360 ألف برميل يوميا في عام 2014 إلى 504 آلاف برميل يوميا في عام 2020، بينما يرتفع النفط الرملي الكندي من 2.1 مليون برميل يوميا في عام 2014 إلى 2.9 مليون برميل يوميا في عام 2020، ويرتفع إجمالي إنتاج النفط من البرازيل من 2.3 مليون برميل يوميا في عام 2014، إلى 3.7 مليون برميل يوميا في عام 2020.وهذه الأرقام تبين أن الفائض من خارج أوبك مستمر خلال الخمس سنوات القادمة، وأنه يفوق احتياجات الزيادة في الطلب العالمي على النفط خلال السنوات القادمة، وأن يستدعي خفض أوبك إنتاجها خلال السنوات القادمة من أجل تحقيق توازن السوق النفطية، بل ويؤكد سلامة ومنطق قرار أوبك الأخير في 27 نوفمبر 2014 بخصوص ترك آلية إعادة التوازن لسوق النقط بيد قوى السوق لتحدد سعر التعادل.هذه التوقعات تؤكد حاجة أوبك لضبط السقف الإنتاجي لتحقيق التوازن من 30 مليون برميل يومياً في عام 2014 إلى 28.8 مليون برميل يومياً خلال عام 2020، أي خفضا فعليا بمقدار 200 ألف برميل يوميا سنويا خلال السنوات الخمس القادمة، ولذلك بالإمكان إيجاز التحديات فيما يلي: (1) المحافظة على مستوى للأسعار يضمن الاستثمارات في المستقبل التي يحتاجها السوق النفطي ويضمن عائدات جيدة للسوق (2) البحث عن آلية لإعادة التوازن في السوق في ظل نظام جديد في سوق النفط (3) التوافق داخل أوبك حول آلية جديدة لتوزيع الحصص بما يحقق استقرار المنظمة وطموحات شعوبها ويحقق الأريحية في سوق النفط في ظل تعافي الإنتاج في عدد من البلدان النفطية وخطط رفع الإنتاج لعدد آخر من الأعضاء (4) استمرار إنتاج النفط الخام من خارج أوبك بشكل يفوق توقعات ارتفاع الطلب العالمي على النفط (5) تواضع معدلات تنامي الطلب العالمي على النفط خلال السنوات الخمس القادمة وكيفية تحفيز تلك المعدلات نحو الزيادة.الواقع الذي أجده لا يتناسب مع ميزان الطلب والعرض، هو ارتفاع نفط خام الإشارة برنت من 74 دولارا للبرميل في عام 2015، إلى 106 دولارات للبرميل في عام 2020، والذي تم وضعها على أساس أنها أسعار تضمن استمرار الاستثمار في تطوير الإنتاج من دون انقطاع.تفترض الدراسة ارتفاع إنتاج النفط في العراق من 3.5 مليون برميل يوميا في عام 2014، إلى 4.5 مليون برميل يوميا في عام 2020، وهي توقعات ربما تكون متحفظة، ويرتفع إنتاج إيران من 2.8 مليون برميل يوميا في عام 2014 إلى 3.3 مليون برميل يوميا، ويرتفع إنتاج ليبيا من 0.9 مليون برميل يوميا في عام 2014 إلى 1.4 مليون برميل يوميا في عام 2020، في مقابل انخفاض في إنتاج النفط من دول بعينها، تشمل الجزائر والإكوادور، لأسباب فنية خاصة بالحقول.