12 سبتمبر 2025

تسجيل

معرض وكتاب

17 ديسمبر 2012

كل جو ثقافي، هو في النهاية جو صحي، للعقل والفكر والمنطق أيضاً. فالقراءة على سبيل المثال، وأبسط التشبيهات، تُخرجنا من دهليز، لنلج بها إلى أفق، ثم إلى آخر وآخر وهكذا دواليك. فكيف لو كانت الأجواء تضم آلاف الأفكار، وملايين الكتب، أي اصطدام خلّاق سينشأ فيه؟ و لأنني من بيئة جُبلت على حب القراءة، فإنني أرى أنّ أجمل ما يمكن أنْ يحدث من المعارض في أرض المعارض، هو معرض الكتاب. إنّ الداخل لأرض المعارض الآن، له أنْ يسمع الدوي الذي تضج به الزاويا، الضجيج الذي يردد " اقرأ ". " اقرأ " أول القرآن، وأول المعرفة، وأول النهضة للأمم والحضارات، إنّ كل كتاب نمر عليه يصيح بنا، بذات الكلمة وذات اللغة أنْ " اقرأ ". القراءة بأهميتها الممتدة، لا يمكن في يومٍ أنْ تقل أو تتناقص، حتى في وجود الأجهزة الإلكترونية، فلا زال للكتاب قدسيته، وتاريخه الجميل العظيم. الكتاب الذي عرف يد السلاطين والعامة، هو الذي بات بجانب الشرفات الفخمة، ونام تحت الوسائد البالية، متيقناً بأنه يدخل الفكر بغض النظر عن قصر أو جدار منقض. لعل المعرض من كل عام، يملؤني بالشجن القديم، ما يجعلني أجمع الكتب على صدري خوفًا من أمرين: الجهل، أو الموت على جهل، إنّ الشجن الذي يضج به العالم الذي لا يسكن داخلي، يُرجعني حيث الأزمنة العريقة، حيث بضائع سوق عكاظ الأدبية، وشعر أبي فراس الحمداني، وجرير والفرزدق. حيث مجالس ولاّدة بنت المستكفي، وحب ابن زيدون وشعره، والموشحات وغيرها. شكرًا للمعرض والكتاب.. شكرًا للعلم والمعرفة، إننا بذلك نرتقي ونرتاد حيث المجرات الفكرية، بالقراءة والقراءة والقراءة.