29 سبتمبر 2025

تسجيل

رؤية قطر الوطنية 2030

17 ديسمبر 2012

سألني الوالد حمد بن أحمد لاهوب الحسن المهندي، أحد رجالات قطر البارزين الذين أمضوا أكثر من تسعة عقود في حب قطر. ماذا ستفعلون بعد أن ينتهي البترول والغاز؟! قلت له أرجع الى رؤية قطر الوطنية 2030. قال ما هي هذه الرؤية؟ قلت له لقد وضع سمو الأمير - حفظه الله ورعاه - رؤية وطنية طموحاً، تهدف إلى تحويل قطر بحلول عام 2030 إلى دولة متقدمة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة وتأمين استمرار العيش الكريم لشعبها جيلا بعد جيل. وتهتم تلك الرؤية بتطوير وتنمية سكان دولة قطر ليكونوا سكاناً متعلمين أصحاء بدنياً ونفسياً يستطيعون بناء مجتمع مزدهر لديه قوة عمل كفؤة وملتزمة بأخلاقيات العمل مع المشاركة المستهدفة من قبل العمالة الوافدة في التنمية الاقتصادية، لينتج لنا اقتصادا وطنيا تنافسيا متنوعا، قادرا على تلبية احتياجات المواطنين في الوقت الحاضر، وكذلك في المستقبل، ويؤمن لهم مستوى معيشيا مرتفعا. كل ذلك في مجتمع عادل وآمن مستند إلى الأخلاق والرعاية الاجتماعية الحميدة، قادرعلى التعامل والتفاعل مع المجتمعات الأخرى، متمكن من لعب دور مهم في الشراكة العالمية والمحافظة على بيئة نظيفة وآمنة تضمن استمرارية التنمية البشرية والاقتصادية في هدوء وانسجام. ولم تغفل الرؤية المحافظة على العادات والتقاليد والموروث القطري الأصيل. كذلك وضعت الرؤية احتياجات الجيل الحالي والأجيال القادمة والنمو المستهدف والتوسع غير المنضبط وحجم ونوعية العمالة الوافدة المستهدفة. ولتنفيذ تلك الرؤية باشرت الدولة بوضع استراتيجيات وطنية تسعى من خلالها لتطبيق جزئيات الرؤية على الوزارات والمؤسسات المختلفة في فترات زمنية قصيرة لا تتعدى السنوات الخمس مع المتابعة الدقيقة لتلك الاستراتيجيات. وتبين الرؤية الخطط الموضوعة لبناء قطر في الحاضر والمستقبل والسبل الكفيلة بتحقيق ذلك على ارض الواقع. حددت الرؤية زماناً افتراضياً لتحقيق الشمولية والبناء والتقدم وهو عام 2030، ولكن لن يتوقف العمل مع الوصول الى ذلك العام بل ستخلق فرصاً واهدافاً أخرى تصب في نفس المرتكزات الأساسية السابقة. التخطيط التنموي السليم والإبداع في وضع الأهداف والرؤى لا تملكها كل الدول ولا ترسمها كل الشعوب وإنما هي غايات عظيمة تتمكن منها الدول الطموح القادرة على بناء مستقبل شعوبها بنفسها. ما ينبغي من الإعلاميين والتربويين وكل الجهات المختصة أن تسعى بنشر ثقافة تلك الرؤية الوطنية في كل مكان وان يفهمها الصغير والكبير وأن توضع ضمن المناهج الدراسية وتنشر في الوزارات والمؤسسات، وألا تكون معرفتها انما سطحية كما هي لدى بعض المسؤولين ويجهلها الكثيرمن الموظفين وباقي سكان قطر. الكل يجب ان يعرف الرؤية الوطنية لدولة قطر لأنها مهمة للمواطن والمقيم. أنا لا استغرب من رجل كبير في السن أن يسأل مثل ما تقدم في مقدمة المقال فقد منعته ظروفه عن معرفة الإجابة، ولكن استغرب كثيرا بوجود اشخاص قطريين متعلمين لم يطلعوا على تلك الرؤية ولم يعرفوا ما بها وكذلك عزوف الكثير من المقيمين عنها ظنا منهم أنها تخدم القطريين فقط. لذلك اطالب ان تكون هناك حملة واسعة النطاق لتعريف كل فئات المجتمع بالرؤية الوطنية لدولة قطر 2030 عن طريق وسائل الإعلام المختلفة وكذلك المحاضرات والندوات المتكررة. لقد قطعت الرؤية شوطا كبيرا في تحقيق اهدافها وهي الآن في مرحلة التطبيق بالوزارات والمؤسسات من خلال استراتيجياتها الوطنية، وللأسف يوجد من بين الموظفين من لا يعرف الرؤية حتى الآن، فكيف يمكنه ان يستوعب الاستراتيجيات التي بها؟!.