14 سبتمبر 2025
تسجيلما زال العالم مندهشا للإمكانات العسكرية واللوجيستية والمالية التي تحارب بها مليشيا ما سمي بدولة الخلافة كل العالم تقريبا. وما زالت أسئلة كثيرة ظلت تحاصر الجميع، من ساسة ومراقبين وشعوب تضررت اعتداءات داعش. من هذه الأسئلة: كيف تحصلت داعش على كل تلك الإمكانيات. وكيف استطاعت نقل ما تتحصل عليه من إمكانات متعددة، نقله إلى مواقعها التي تحصنت فيها دون أن يلفت ذلك العمل اللوجستي الكبير انتباه استخبارات الجهات التي يهمها الأمر بالدرجة الأولى. وعلى رأسها الاستخبارات الأمريكية التي يظن أنها قادرة على استبصار الحبة في ظلمات الأرض. لقد أضاع الرئيس أوباما وقتا ثمينا وهو يتماهى في تردده الذي صار سمة بارزة من رئاسته مثل تردده في دعم المعارضة السورية بحجة أنها تضم بعض العناصر المتطرفة في وقت كانت فيه هذه العناصر تستقبل الدعم غير المحدود من جهة خفية لا يختلف المراقبون كثيرا حول من تكون هذه الجهة التي تدعم العناصر المتطرفة. انتصارات هذه المليشيا على جيوش نظامية في سوريا والعراق واليمن يشير إلى خطورة وضخامة العمل الذي كانت تقوم به الجهات الداعمة لهذه المليشيا. ويشير كذلك إلى سوء تقدير الرئيس أوباما لقوة داعش ليكتشف الرجل بعد فوات الأوان أن الأمر لم يكن مقتصرا على (وجود بعض عناصر) متطرفة بين الثوار بقدر ما هو وجود جيش متطرف أقوى عدة وعتادا وتصميما من كل المحاربين في الساحة السورية. الآن يظهر الرئيس أوباما ضعفا مزريا حين يطلب مساعدة إيران في حربه ضد تنظيم الدولة الإسلامية. رغم أن الاتهام الأساسي في ظهور وقوة تنظيم داعش يوجهه العارفون ببواطن الأمور – يوجهونه إلى إيران في المقام الأول. ما باله رئيس الدولة القطب يريد أن يلصق بنفسه صفة الرئيس الذي لا يدش ولا ينش الذي ألصقها الشعب المصري بالرئيس حسني مبارك وهو في قمة زهوه. الآن تتمدد داعش في ليبيا على حساب جيشها القومي إلى الدرجة التي جعلت قائد هذا الجيش يطلب نجدة العالم لمساعدة جيشه في تصديه للزحف الداعشي. وتتمدد داعش في اليمن وسوريا والعراق. وغدا تتبرعم الخلايا الداعشية في بعض البلدان التي تحكمها أنظمة شمولية هشة وجهت قوتها العسكرية والأمنية في الماضي القريب ضد شعوبها. وأضعفت عن عمد قوة جيوشها القومية لصالح قوات أمنية قمعية بنت عقيدتها على الحفاظ على كرسي السلطان بدلا من المحافظة على الوطن وشعبه. لا جدوى من البكاء على اللبن المسكوب كما يقال. لقد خاب ظن الشعوب التي أملت كثيرا في الرئيس أوباما. ولكن تنسى هذه الشعوب أن السياسة الخارجية الأمريكية تضعها مؤسسات ولا يضعها الرؤساء. وهذه المؤسسات متحدة الهوى والوجدان.