12 سبتمبر 2025

تسجيل

جريدة صفراء

17 نوفمبر 2011

عندما نقول جريدة أو صحيفة صفراء فإننا نعني أنها تنتمي إلى الصحافة الصفراء وهو لقب أطلق على الصحافة التي تنشر الإثارة والفضائح والجرائم ولقد سميت بالصحافة الصفراء نظراً لأنها كانت تطبع على أوراق صفراء رخيصة الثمن وقد تكون الصحف الصفراء يومية أو أسبوعية أو شهرية أو دورية. ونحن في الخليج العربي كذلك.. يبدو أن لدينا جريدة معروفة ومنتشرة تنتمي إلى هذه الصحافة.. الأمر الذي نأسف له جميعاً لكونها لا تتوافق مع سياسة سائر الصحف الأخرى التي تحافظ على الحد الأدنى من الضوابط الأخلاقية التي تحمي المجتمعات من الفواحش والجرائم التي تهوي به إلى مستنقعات الفتن والرذيلة والانحطاط. نعم إنها صحيفة صفراء.. فاقع لونها.. تسر الناظرين إلى الحرام والذين يتلذذون بالنظر إلى الصور المحرمة بمجرد أن تقع أعينهم على المحرمات.. لا يخشون الله تعالى في أعينهم التي تنتقل بين النظر إلى الحرام "مشاهدة واقعية" كما في النظر إلى النساء في الأسواق والمجمعات أو حتى في أماكن العمل أو "مشاهدة عبر وسيلة إعلامية" كالفضائيات والصحف والمجلات. إنها صحيفة اشتهرت مؤخراً بأنها جريدة تعتمد عبر صفحاتها المعنية بالفن والتلفزيون ونحوها من وسائل الإعلام.. فإنها تعتمد وتتعمد نشر صور الفنانات اللاتي قد التصقت ملابسهن على أجسادهن الأنثوية الفاتنة.. تنشرها بشكل يومي دائم، وبأحجام كبيرة وبارزة للقراء، فما يكاد القارئ يطالع تلك الجريدة وينتصفها حتى تقع عيناه على صور "خليعة" لا حياء فيها ولا حشمة، فليست الصور الخليعة هي تلك التي تتجرد فيها النساء من ملابسهن ولكنها أيضاً تلك التي تبرز مفاتن النساء بشكل واضح وفاضح وخاصة الفنانات وما أدراك ما الفنانات اللاتي تبجحن واستبحن أجسادهن لعدسات وكاميرات المصوّرين الذين تفننوا في إبراز صدورهن وأردافهن وكامل أجسادهن بشكل يجعل القارئ يتخيلهن عاريات على الرغم من ارتدائهن قطعة قماش لا تستر جسداً ولا تحجب عيناً تتوق إلى الحرام وتشتاق إليه. لقد تجرأت هذه الجريدة على المجتمعات الخليجية المعروفة بعاداتها وتقاليدها ودينها وتجرأت على الله تعالى وجاهرته بالمعاصي وبالصور الفاضحة التي لطالما دخلت بيوت الناس فشاهدها الشاب والشابة والمراهق والمراهقة والزوج والزوجة والطفل والكهل والكبير والصغير من أبناء الخليج العربي الذي عرف باحتفاظه بالحشمة والعفة والطهارة وعرف بالالتزام بتعاليم الدين وشرائعه حتى دخلت علينا مؤخراً بعض المستنكرات والمفاسد التي أفسدت النساء فأصبحن يبحثن عن تقليد المتبرجات الكاسيات العاريات ممن لن يدخلن الجنة ولن يجدن ريحها حسب الوعيد النبوي الشديد من رسولنا المصطفى صلى الله عليه وسلم. لا أعرف إلى متى سيسكت المسؤولون عن هذه الجريدة حيال سياسة التحرير القائمة على نشر الصور الفاضحة والخليعة عبر صفحات هذه الجريدة الفنية والتي تزداد وقاحة وفجوراً في أكثر أيام الأسبوع فضلاً وحرمة .. "يوم الجمعة" حيث تعمد هذه الجريدة إلى تكثيف العديد من الصور الفاضحة في هذا اليوم المبارك بشكل أكثر فتنة للمسلمين وكأن هذه الجريدة لا تنتمى إلى هذا الدين الإسلامي الذي يحرّم النظر إلى الحرام لأنه يؤدي إلى الزنا والفواحش والفجور، وهذه تحديداً هي رسالة أعداء الأمة الإسلامية الذين سعوا إلى إغواء المسلمين عن دينهم كما فعل ولا يزال يفعل اليهود والنصارى ومن على شاكلتهم ممن يهدفون إلى ضرب هذا الدين في القيم والأخلاق التي ينادي بها، ناهيك عن استهدافهم فئة الشباب الذين على أكتافهم تقوم وتنهض الأمم، ولكنهم يسعون بذلك إفساداً لهذه الفئة تحديداً ولجميع فئات المجتمع الأخرى. لقد استفحل الأمر لدى هذه الجريدة التي لم تكتف برفعها لواء "الناصرية" في كل وقت وحين وكانت تبث سموم الحزب الناصري الممجد لجمال عبدالناصر ولا تزال تبكي وتنوح على تاريخه المجيد في محاربة الإسلاميين في مصر وفي غيرها ونقله لهذه التجربة الفاشية المناهضة للإسلام والمسلمين إلى سوريا واليمن عندما وجد من يؤمن بأفكاره ومعتقداته هناك، فلقد أتحفتنا هذه الجريدة عقوداً من الزمن تمجيداً لهذا الرئيس الذي خدع العالم العربي والإسلامي بنضاله وقوميّته المزعومة حتى ظننا أن هذه الجريدة هي لسان الحزب الناصري في الخليج، وأذكر أن المفكر الإسلامي السعودي الدكتور محمد موسى الشريف قال في إحدى محاضراته بأن الأمة العربية والإسلامية ابتليت في حقبة من الحقب بصنم كان اسمه "جمال عبدالناصر" تمجده وتعظمه بالرغم من أفعاله تجاه الإسلاميين في أيام حكمه، وهاهي هذه الجريدة تأتي لنا بجديدها فتهدم الأخلاق وتنشر الرذيلة من خلال هذه الصور الماجنة الفاضحة للفنانات والساقطات، وأكاد أجزم بأن هذه الصور توافق هوى في نفس القائمين عليها .. ولعل شهوة المال قد طغت على شهوة الجسد لدى أولئك الذين يجدون في تلك الطريقة وسيلة للكسب والانتشار بأي وسيلة غير شريفة. وأستميح أصحاب الفضيلة العلماء والدعاة ممن لم يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر في شأن هذه الجريدة ومن على شاكلتها، فأستميحهم عذراً بأن أقول بأن كل من يساهم في نشر هذه الجريدة ودعمها وتأييدها في هذا الاتجاه الخاطئ فإنه يشترك معها في الترويج لهذا العفن والفساد الأخلاقي ويناله ما ينالها من الإثم والسيئات، وأدعو الكتّاب إلى هجرتها والبحث عن جريدة "محترمة" بديلة، كما أدعو التجار وأهل القرار والقراء كذلك إلى عدم دعم هذه الجريدة بأموالهم وإعلاناتهم حتى ترتدع هذه الجريدة عن تلك التصرفات الصبيانية اللا أخلاقية وتعود إلى صوابها وتنتهج نهج أخواتها من الصحف الخليجية الأخرى التي تسعى للمساهمة في نهضة مجتمعاتها بشكل خاص والأمة بشكل عام .. والله من وراء القصد.