19 سبتمبر 2025

تسجيل

ما هو مشروعك في الحياة؟

17 أكتوبر 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يكاد الكل يجزم بأن الأيام والشهور والسنوات تجري بنا سريعا، دون أن ننتبه لها. حتى صار بعضنا يُفاجأ عندما يناديه أحدهم: يا عمّ، أو يُقال لتلك المرأة: يا خالة.ومع هذا الجري السريع لأيام العمر ولحظاته، هل فكّرنا بالذي قدمناه في حياتنا قبل رحيلنا؟لقد اقتبست عنوان المقال من مقطع فيديو حمل العنوان نفسه لكلمة ألقاها الدكتور طارق الطواري الأستاذ بكلية الشريعة - جامعة الكويت، حول أهمية أن يكون للإنسان مشروع يسعى لتحقيقه في حياته.وقد تزامن الاستماع إلى المقطع مع الفترة التي فقدنا فيها أخا عزيزا وصديقا حبيبا وهو النائب السابق في مجلس الأمة الكويتي الأخ فلاح الصواغ رحمه الله.وكم تذكرت مناقب هذا الرجل الذي حرص على أن يجعل له سهما في معظم أبواب الخير، من دعوية وتربوية وخيرية.ولذلك تأثر الكثير من الناس برحيله، وكأنهم فقدوا شخصا من أقرب المقربين لهم.أقول لا بد أن يفكّر الإنسان بأن يجعل له مشروعا أو عدة مشاريع يحرص على إنجازها في حياته، وكلما زادت الهمة، وارتفعت العزيمة، كلما كبرت معها الطموحات والإنجازات.لقد كان لمحمد الفاتح همة عالية، استطاع تحقيقها بتوفيق الله وهي فتح القسطنطينية -إسطنبول حاليا- والتي عجز عن فتحها العديد من قادة المسلمين قبله.والشيخ حسن البنا رحمه الله لما سقطت الخلافة الإسلامية عام 1924 كان له طموح بأن ترجع مرة أخرى، ولذلك أسس جماعة الإخوان المسلمين عام 1928 لتعمل على الوصول إلى تلك الغاية.وبرغم أن البنا رحمه الله تم اغتياله قبل أن يرى عودة الخلافة، إلا أن الجماعة التي أسسها تعتبر اليوم من أكبر وأقوى الجماعات الإسلامية في العالم العربي والإسلامي من حيث العمل والنشاط والدعوة والتأثير.وليس شرطا أن يتم تحقيق الهدف الذي تطمح إليه في حياتك، بل يكفي أن تزرع البذرة، وتحرص على رعايتها فإذا رأيت الثمرة، فذلك من عاجل البشرى لك، وإن مت قبل ذلك، فلعل هناك من يكمل المسيرة.إن الشخصية المسلمة لا بد أن يكون لها تأثير وإنجاز وبصمة في الحياة، وكل إنسان يختار المجال الذي يرى بإمكانه الإبداع والإنجاز فيه.لقد خلق الله تعالى الناس وهم مختلفون في هممهم وقدراتهم، لذلك يختار الإنسان من المشاريع ما يعتقد أن بإمكانه تحقيقها.من الناس من يرى أن بإمكانه تنفيذ مشاريع خيرية، وآخر مشاريع دعوية، وثالث في مجالات تقنية، ورابع في مجالات علمية.هناك من يجعل مشاريعه في تطوير نفسه ورفع مستواه أدائه، وآخر يسعى لأعمال تعبدية فردية ترفع منزلته في الآخرة، وآخرون يجتهدون في المشاريع التي يعم نفعها للغير، وبلا شك أن أجر هذه أعظم.ولعل من عجيب الموافقات أنه -وأثناء كتابتي لهذا المقال- جاءتني دعوة كريمة وغالية من أخ وصديق عزيز على قلبي، وهو الدكتور طامي فهيد المطيري، لحضور احتفالية مقامة على شرفه في الرياض، وذلك بمناسبة حصوله على شهادة الدكتوراه من بريطانيا.والدكتور طامي المطيري -سعودي الجنسية- هو من ذوي الاحتياجات الخاصة لا يستطيع الانتقال إلا بالكرسي المتحرك، وقد تشرفت بمعرفته عندما كان يعيش في الكويت، وتابعت مراحل تحقيق طموحه لنيل الدكتوراه منذ أن كان طالبا في الثانوية إلى أن حصل على شهادة الدكتوراه قبل فترة وجيزة.والدكتور طامي أعتبره -شخصيا- عنوانا للتحدي وقوة الإرادة، يصدق فيه قول المتنبي: وإذا كانت النفوس كبارا ** تعبت في مرادها الأجسادلذلك مع الهمة العالية تتحطم كل المعوقات بإذن الله تعالى. والآن عزيزي القارئ أخبرني: ما هو مشروعك في الحياة؟