27 سبتمبر 2025

تسجيل

ثقافة الطبيب

17 سبتمبر 2012

يعج مستشفى حمد بالأطباء وكأنهم خلايا نحل، ففيهم الممتاز وفيهم المتوسط وفيهم الضعيف، ولن أتكلم الآن عن هذه المستويات ولا عن مدى اهتمام الدولة بتوفير كل الأجهزة الحديثة في سبيل راحة المرضى، التي قد لا تتوافر في أغلب مستشفيات دول العالم، ولكن لا توجد لدينا الخبرات المتميزة للتعامل مع هذه الأجهزة. سأتناول اليوم الحديث عن ثقافة الطبيب وإنسانيته والفرق بين الطبيب لدينا والطبيب خارج قطر، وفي الدول التي نرسل لها مرضانا، حينما تكون بين يدي الطبيب فيشرح لك كل صغيرة وكبيرة، وماذا يريد أن يعمل لك بشكل دقيق ومفصل ويعطيك فرصة أن تسأله عما تريد، وإذا كان لديك عملية يقول لك سوف أعمل كذا وأجرى شقاً أو فتحة هنا وسوف يكون الجرح بهذه الطريقة.. إلخ من التفاصيل الصغيرة، التي يعتقد البعض بأنها غير مهمة، ولكن المريض يحتاج أن يعرفها بكل تفاصيلها، حتى نسبة نجاح العملية يقولها لك الطبيب، لأنها من الأشياء التي تخص المريض وتهمه. أما عندنا ومن أغلب الأطباء فإنك تدخل المستشفى وتخرج وقد لا تعلم ما بك وحتى احيانا لا تعرف لماذا صرف لك الدواء ولا تأثيراته ومدى تفاعله مع ادوية اخرى انت تأخذها ولا تجد الوقت والفرصة المناسبين للسؤال عن حالتك لأن الدكتور قد لا يبالي بك او لا يجيب على اسئلتك وكأنه يتعامل مع جنس من كوكب آخر يرى نفسه هو اعلى منه بكثير وقد يستغرب حينما يجد المريض يسأله وقد يعتبر ذلك مضيعة لوقته لأن لديه عشرات المرضى في الانتظار ولا يعرف أن للمريض الحق في كل سؤال وهي الثقافة التي ترفع مستوى الجودة في المستشفيات ولكن بعض الأطباء يظل مشغولا بشيء آخر إما بتصفح أوراق الملف أو بالنظر إلى الكمبيوتر ليرى تحاليل قديمة لا تهمك وانت تشرح له وهو ليس معك ومنهم من لا يكلف نفسه حتى الكشف عليك وكل تلك العجلة من بعض الأطباء في التعامل مع المرضى تفقد المريض التركيز مع ما يصاحب ذلك من دخول للممرضة الف مرة وخروجها وكأنك جالس في جمعية وليس بغرفة طبيب اضافة الى طرق الباب ومريض يدخل يريد ان يستفسر وآخر يستعجل دوره!! وحين تكون في المستشفى يأتيك ليكشف عليك اكثر من دكتور وكل واحد يقول لك كلاما وأحيانا لا تعرف من الدكاترة أي شيء وتلجأ إلى سؤال الممرضات وتقوم الممرضات بالافتاء لك بما يعرفن وما لا يعرفن وإذا أصررت على ان تعرف جواباً شافياً من دكتور يتم الاتصال بالدكتور المناوب فيقول لك: ممكن يكون لديك كذا أو ممكن يكون لديك التهاب، وممكن ان تعرف بشكل أفضل من دكتورك في اليوم التالي، يعني لا يستطيع ان يعطيك جواباً صحيحاً وإذا أردت ان تتطلع على ملفك لا يسمح لك بذلك، لا أعرف لماذا ملفك أنت ولا يسمح لك بالاطلاع عليه وكأن به أسرارا نووية، أما اذا كان المريض في حالة خطرة أو لا يستطيع ان يسأل بنفسه عن حالته فهذا معناه أن ذويه سوف يتخبطون بين هذا وذاك. تلك المعاملة وغيرها في المستشفيات التابعة لمؤسسة حمد جعلت الكثيرين من القطريين يهجرونها الى المستشفيات التي توفر لهم رعاية واهتماما اكثر سؤاء في الداخل او الخارج ولو ان البعض يصطدم بان يجد امامه طوابير ممن تصرف لهم تأمينات صحية ويحصل على افضل رعاية في قطر والقطري يدفع. يا أطباؤنا المحترفون نرجوكم ان تطبقوا ما درستموه وما تعلمتموه في مؤتمراتكم وندواتكم بأن أخذ التاريخ المرضي ومعرفة كل شيء عن المريض وشرح التفاصيل له من أهم مواصفات الطبيب الناجح. أتمنى الشفاء لكل مريض وان يبعد الله عنا وعنكم كل مكروه.