07 أكتوبر 2025

تسجيل

هل العودة إلى المدارس آمنة من خطر الإصابة بفيروس كورونا؟

17 أغسطس 2020

من متابعة ما نشرته وزارة الصحة، وما صرح به رئيس المجموعة الوطنية للتصدي لفيروس كورونا، فإنني أرى أن العودة إلى المدارس، في التاريخ المحدد من قبل الوزارة في الأول من سبتمبر، ليست آمنة، وقد تؤدي إلى انتكاسة تفاقم الوضع وتعود بنا إلى مراحل تم تجاوزها. وعليه فلابد من إعادة النظر في قرار العودة إلى المدارس. وأنا أبني رأيي على المعطيات التالية: أولاً. لقد جاء في إعلان وزارة الصحة العامة المنشور في يوم الجمعة 14 أغسطس 2020 تأكيدها على "أن تخفيف القيود وانخفاض عدد الحالات اليومية لا يعني أن جائحة كورونا قد انتهت في دولة قطر." لذلك فإنه "من المهم أن يقوم الجميع بدورهم بالسيطرة على الفيروس وذلك بتجنب التقارب الجسدي مع الآخرين وتجنب الأماكن المزدحمة وكذلك تجنب الأماكن المغلقة التي تعج بالناس [...] وارتداء الكمامات وغسل اليدين بانتظام." من جانب آخر حذر الدكتور عبداللطيف الخال رئيس المجموعة الإستراتيجية الوطنية للتصدي لفيروس كورونا "من إمكانية تأخير الانتقال إلى المرحلة الرابعة من خطة الرفع التدريجي للقيود المفروضة جراء انتشار كورونا المقرر لها الأول من سبتمبر 2020 إذا استمرت الإصابات في التزايد. " وبين أن الفيروس سوف ينتشر "كلما أعطيناه الفرصة للانتشار." لذلك طالب "بضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية [...] بنفس الحرص الذي كانت عليه الأمور في بداية انتشار الوباء." وعلل الارتفاع في عدد الإصابات بالفيروس في الفترة الأخيرة "بسبب التهاون في تطبيق الإجراءات الاحترازية خلال عطلة عيد الأضحى المبارك." وأوضح "أن النسبة الكبيرة من المصابين هم من فئة اليافعين الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً." "أما فيما يتعلق بالمدارس والجامعات فيتوجب على الطلاب ارتداء الكمامة طيلة تواجدهم في المدرسة والصف وترك مسافة قدر الإمكان مع الطلاب الآخرين والمحافظة على تطهير اليدين بشكل متكرر وعدم الاختلاط في الصفوف الأخرى." ثانياً. قرررت وزارة التربية والتعليم في تعميمها رقم (16) لسنة 2020م الصادر 23/07/ 2020، أنه في المرحلة الثالثة" سيكون دوام الطلاب بنسبة 100% في جميع المراحل الدراسية، وفق الجدول المدرسي المعتمد للمراحل الأولى والثانية من الدوام المدرسي" وذلك في 20 من سبتمبر. ولم يشر التعميم في هذه المرحلة إلى كثافة الصف التي اعتمدها في المرحلتين السابقتين. يسبق ذلك مرحلة أولى تبدأ يوم الثلاثاء 1 سبتمبر إلى نهاية يوم الخميس 3 سبتمبر، يحضرها ثلث الطلاب، وتهدف إلى "تقديم دروس سد الفجوة واختبارات قياس المستوى، بالإضافة إلى تقديم توعية للطلاب على الحضور بالتناوب خلال المرحلة الثانية من الدوام المدرسي." ومرحلة ثانية تبدأ من يوم الأحد 6سبتمبر إلى نهاية يوم الخميس 17 سبتمبر، يداوم 50% من الطلاب في الأسبوع الأول ويتلقى الـ 50% تعليمهم عن بعد، وذلك بصورة متناوبة. ويقسم الطلاب في هذه المرحلة إلى شعب لا تتجاوز أكثر من 17 طالبا. وقد حددت الوزارة ساعات الدوام من الساعة 7.15 صباحاً إلى 12.30 ظهراً، بواقع 30 حصة اسبوعياً، مدتها 45 دقيقة. و"يتخلل اليوم المدرسي فسحة مدتها 25 دقيقة [في] ثلاثة أوقات مختلفة للفسحة لتقليل عدد الطلاب في الفسحة الواحدة." ثالثاً. أكدت السيدة فوزية الخاطر الوكيل المساعد للشؤون التعليمية على نجاح تجربة التعليم عن بعد التي انتهجتها قطر خلال الفترة الماضية منذ بداية جائحة فيروس ( كوفيد 19 ) وأن العديد من الدول طلبت الاطلاع على التجربة القطرية للاستفادة منها. لافتة إلى امتلاك قطر البنية التحتية المتميزة للتكنولوجيا في المدارس، والكادر البشري المتمكن. وأفادت أنه بالنسبة للعام الدراسي القادم 2020/2021 فإن الوزارة تخطط لمسارين، الأول خطة كاملة للتعلم عن بعد في حال استمرار الوضع الراهن، وآخر أن يكون التعلم عن بعد جزءاً من العملية التعليمية تحسباً لأي ظروف... رابعاً. تشير إحصاءات التعليم إلى أن متوسط الكثافة الصفية في المدارس الحكومية هي كالتالي: 21 ما قبل الابتدائي، 27 الابتدائية، 26 الإعدادية، 25 الثانوية. ونفس الكثافة تقريباً في المدارس الخاصة العربية والدولية ومدارس الجاليات.(النشرة الإحصائية للتعليم شهر مايو 2018 ) وبناء على ما تقدم فإن العودة إلى المدارس بكثافة صفية تتراوح بين 21 – 26، لا يمكن أن تحقق متطلبات الإجراءات الإحترازية بتباعد جسدي مناسب. خصوصاً في المرحلة الابتدائية. أما خفض الكثافة الصفية إلى 17 طالبا في الفصل بدوام 100% كما هو في المرحلة الثالثة من تعميم الوزارة، فلا أظن أن المدارس لديها المكان المناسب الذي يتسع لمثل هذه الكثافة، ولا الكادر التدريسي الكافي لتحقيق ذلك. إضافة إلى ذلك، فإن إلزام الطالب بارتداء الكمامات طوال اليوم المدرسي سوف يسبب ضيقاً للطلاب، ويؤثر على تنفسهم. كل ذلك يدفعنا إلى مخاطبة المسؤولين عن سلامة وصحة الأبناء والمجتمع أن يعيدوا النظر في قرار دوام الطلاب إلى الوقت الذي يطمئن فيه الجميع إلى أن عودتهم إلى المدارس لا تحتمل تعرضهم، ولا تعرض المجتمع لأي انتكاسة في مكافحة الفيروس.