17 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كلما سقط فلسطيني شهيدا، نزل مناضلو الصالونات الساحة ب"المايكرفونات"، وقالوا كلاما مثير للشفقة والسخرية: قتله الصهاينة الملاعين بإيعاز ومباركة من واشنطن، فيا للعبقرية وسرعة البديهة! وعندي نصيحة لقادتنا البواسل : لا تقاطعوا أمريكا لأنه ليس من حق المكفول أن يتطاول على الكفيل! والطواف بالبيت الأبيض سنة مؤكدة في فقه العروبة المعاصر! وواصلوا شراء السلع الأمريكية، لأنكم إن لم تفعلوا ذلك تم إدخالكم إلى بيت الطاعة فقط أنصحكم بهجر أمريكا في المضجع، فما ضاجعت حكومة أمريكا، إلا حبلت سفاحا وأنجبت جنينا مشوها ناقص التكوين قصير العمر بسبب عدم التوافق الجيني! انزلوا من سفينة أمريكا المخصصة لمكافحة الإرهاب، حاربوا الإرهاب بمبادرات منكم ولا تتحملوا محاربة ظاهرة تخلقها واشنطن بسياساتها الخرقاء، والإرهاب مشكلة خطيرة، ولكن مشكلتنا الأكبر هي أمريكا، فعلى مر السنين لم نر خيرا من أمريكا، ومشكلتنا كانت جورج بوش وكلينتون وجورج بوش الأب وريجان وترومان وروزفلت وكارتر وجونسون وكنيدي ونيكسون ومايكل جاكسون، ومادونا، ثم جاء ترامب "الكارثة"، الذي يريد تسبيب الكوارث في مختلف القارات ولكن "المتكورث" الأكبر ستكون بلاده، لأنه "خُرُنقط وجاهل، والجاهل عدو نفسه إسرائيل مشكلتنا الفرعية، التي نشأت عن مشكلتنا الأصلية التي هي "أمريكا"، لا بارك الله في كرستوفر كولمبس الذي لو سار في الوجهة الصحيحة، ووصل إلى الهند لربما ظلت تلك البلد نسيا منسيا إلى يومنا هذا، أو لكانت تحبو لتستكمل التشكُّل والتكوين، ولما عانت معظم بلدان آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية من شرور سياساتها المتغطرسة الظالمة! ولكنني لست ميالا لتحميل الخارج وزر ما يحدث في الداخل عندنا، فالجرثومة التي قتلت خيرة المناضلين الفلسطينيين إنتاج محلي، ومنذ قيام السلطة الفلسطينية، والفلسطينيون لم يذوقوا طعم العافية، فقد كانت السلطة وما تزال شؤما وطامة! الصراع على المناصب والمكاسب صار "استراتيجية" بينما الصراع ضد إسرائيل صار مجرد "تكتيك"، ولا نسمع من السلطة أو عنها إلا ما يحيكه دحلان ضد أبو مازن و"العكس"، ورواتب رجال الأمن التي تدخل جيوب من تنضح أجسامهم بالدهن والسمن! علينا أن نترك الكلام الفارغ، وأن نرمم بيوتنا ذوات الجدران الآيلة للسقوط، وكفانا لطما للخدود وشقا للجيوب، ولا تبتذلوا أرواح الشهداء بالكلام التافه، ولا تحزنوا لرحيلهم لأنهم اختاروا الطريق الذي يؤدي إلى الشهادة طوعا، وإذا كان لابد من الحزن فليكن على أنفسنا نحن الأحياء الأموات، الذين نعيش على الصدقات والفتات، والصدقة التي تأتي من اللئيم الزنيم مسمومة ومريبة مهما أجاد تغليفها! والخلاص من الحزن المقيم الذي لا ينبغي أن نورثه لأحفادنا، يبدأ بسوء الظن بالولايات المتحدة، فهي محور الشر ومركز الشر ومصدر الشر وليس من حقنا القول بأن التطرف الديني اختراع إسرائيلي صرف، وإن الإرهاب صناعة أوروبية، وإذا اعتبر التاريخ الإسلامي الحجاج بن يوسف رجلا باطشا ودمويا، فإنه يبدو تلميذا خائبا لدهاقنة القتل والتعذيب في أوروبا: هتلر في ألمانيا وموسوليني في إيطاليا وسالزار في البرتغال وستالين في روسيا وفرانكو في إسبانيا، وعلينا أيضا أن نعدل مناهجنا الدراسية بحيث لا يرد فيها ذكر أن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة في التاريخ التي استخدمت السلاح النووي لإبادة البشر، ونحن جميعا في الشرق الأوسط متهمون بالهوس الديني، ومشتبه في أمرنا كلما غادرنا حظائرنا الوطنية، ميممين جيوبنا شطر عاصمة غربية، وبالتأكيد فإننا نعاني من التطرف الديني، ولكن المتطرفين عندنا أقلية مطاردة (بفتح الراء)، بينما هم في الولايات المتحدة أقلية مطاردة (بكسر الراء)، بيدها السلطة وتتولى مطاردة من تعتبرهم متطرفين من الملل الأخرى كي تنتصر لعقيدتها وحتى لا تفكر سفارة أمريكية في إدراج اسمي في قائمة مستحقي الإقامة في جوانتنامو، فإنني أبادر بالقول بأن ما سبق منقول عن الكاتب الأمريكي ستيفن مانسفيلد، من مؤلفه "ذا فيث أوف جورج دبليو بوش" ويعني "عقيدة جورج بوش"، ويورد فيها أدلة "بالكوم" حول اقتناع كبار معاوني بوش، بأنهم أصحاب رسالة سماوية، وأنهم مسنودون بالإنجيل والتوراة، ويعود بنا مانسفيلد إلى الوراء سنوات، عندما وقف بوش أمام أحد القساوسة وقال له: "إن الله يريد لي أن أكون رئيسا للبلاد، وقد تلقيت النداء بأن بلادنا ستكون بحاجة إليّ أنا" ومن قبل قال الجنرال وليام بويكن عندما كان مسؤول المخابرات في وزارة الدفاع الأمريكية "إن إله المسيحيين أقوى من إله الصوماليين (المسلمين)، لأن الرب عند المسيحيين حقيقي بينما إله المسلمين مجرد صنم"، وعندما قال معظم مواطني دول الاتحاد الأوروبي في استطلاع للرأي، إن إسرائيل أكثر الدول تعريضا للأمن العالمي للخطر، ولم يقولوا شيئا في حق التوراة أو نبي الله موسى، فتح الأمريكان والإسرائيليون عليهم صنابير السباب، وقال نائب برلماني ألماني إن إسرائيل بؤرة للشر فطرده حزبه شر طردة. وفي أوزبكستان ظل الدكتاتور الحرامي إسلام كريموف (1989-2016) يقتل معارضيه في الطرقات ويسجن الأطفال ويسحل النساء، ولم يكن من المغضوب عليهم أمريكيا لأنه منح أمريكا قواعد تستخدمها لقمع "التطرف" في آسيا، وانتقد السفير البريطاني في أوزبكستان سجل البلاد الرديء في مجال حقوق الإنسان، فغضبت أمريكا، وتم استدعاؤه واستدعاه طراطير لندن، وبهدلوه حتى أصيب بانهيار عصبي، وربنا ستر إذ لم تصل الضغوط عليه إلى حد حمله على الانتحار، كما حدث مع ديفيد كيلي الذي فضح أكذوبة أسلحة العراق للدمار الشامل!