14 سبتمبر 2025
تسجيلما الذي يؤثر في طفلنا، هل هي المدرسة وما يراه فيها ويسمع سواء من الهيئة التدريسية أو من زملائه أو من سائقي الحافلات أو من المشرفين الإداريين أو ما يؤثر فيه من المنزل وما به من أسرته والخدم والأقارب أم ما يؤثر فيه من المسجد والسوق وبرامج التلفاز وغيرها من كافة مناحي الحياة التي يحياها أو يعيشها الطفل في حياته اليومية وما يواجهه في يومه بكل تفاصيله .الحقيقة أن كل ما سبق يؤثر في الطفل إيجابا أو سلبا فعندما نتحدث عن مشاكل الأطفال ونشكو منهم لا نعلم أننا السبب في كل مشكلة قد تصيبهم، فالطفل كقطعة الإسفنج، يمتص كل ما يضاف له ويحيط به، وفي ذلك يؤكد اختصاصي الطب النفسي والعلاقات الأسرية، أنه على الرغم من حرص الوالدين على تعليم أبنائهم القيم والأخلاقيات النبيلة، لكن في بعض الأحيان هناك بعض التفاصيل الصغيرة قد لا يتم الالتفات لها منها: مثلا كلمة شكراً: روح الشكر والتقدير أمر مهم جداً لأي شخص يريد علاقة سوية مع الآخرين، ويجب أن يتعلم الصغار ضرورة التعبير عن الشكر والتقدير، وكلمة: من فضلك : يجب أن يتعلم ابنك أن طلب الشيء بأدب هو شرط لتلبية الطلب، فإذا طلب أي شيء من إخوته أو أصدقائه أو والده أو أي شخص، يجب أن تسبقها كلمة "من فضلك"، وكلمة :النظافة : نظافة المكان والبيئة، يجب أن تلزمي طفلك وتعلميه أن يقوم بنظافة المكان الذي يحيط به سواء المدرسة، النادي، الشارع، حتى لا يصبح مصدر إزعاج للآخرين، فإذا كنتم تتناولون الطعام خارج المنزل، احرصي على جعله يجمع أوراق السندويتشات ووضعها في سلة المهملات بنفسه، كلمة المشاركة: الحياة أخذ وعطاء هكذا علمتنا التجارب في الحياة ، وهو ما يجب أن نعلمه أيضا نحن لأطفالنا، أنه لا أحد يستطيع العيش بمفرده، وأنه يجب عليه مشاركة أشيائه مع الغير دون مصلحة، كلمة :احترام الذات: يجب أن يتعلم أطفالك أن احترام الغير لهم، يجب أن يبدأ باحترامهم لأنفسهم أولا، فيجب ألا يبادروا بإهانة شخص حتى لا يتلقوا الإهانات بالمقابل، وهناك مؤثر قوي جداً، ألا وهو تأثير الأفلام والشخصيات الكرتونية على الأطفال حيث يكون تأثيراً تراكمياً، أي لا يظهر هذا التأثير من متابعة هذه الأفلام أو المسلسلات لمدة شهر أو شهرين، بل هي نتيجة تراكمية تؤدي مستقبلا إلى نتائج خطيرة، وخاصة تلك التي تعرض كماً كبيراً من العنف والخيال والسحر ونسف المبادئ والعقائد الدينية والسماوية، بأسلوب غير مباشر، وكيف ستكون هذه النتائج عندما تعلّم هذه المسلسلات الأطفال أساليب الانتقام وكيفية السرقة وكل ما يفتح لهم من آفاق واسعة في الجريمة؟ لذا نؤكد ونحذر وندق ناقوس الخطر أن أفلام الكرتون والرسوم المتحركة الموجهة للأطفال من الممكن أن تكون خطرًا حقيقيّا وتتحول إلى سموم قاتلة، ووجه الخطر في هذا عندما تكون هذه الأفلام صادرة من مجتمع له بيئته وفكره وقيمه وعاداته وتقاليده وتاريخه، ثم يكون المتلقي من ؟؟؟؟ هم بالطبع أطفالنا، ومِن من ؟ من بيئة ومجتمع آخر وأبناء حضارة مغايرة، فإنهم بذلك سيحاولون التعايش مع هذه الأعمال والاندماج بأحداثها وأفكارها، ولكن في إطار خصوصيتهم وهويتهم التي يفرضها عليهم مجتمعهم وبيئتهم، فتصبح هذه الأفلام والمسلسلات في هذه الحالة مثل الدواء الذي صنع لداء معين، ثم يتم تناوله لدفع داء آخر، فتصبح النتيجة داءً جديدًا.وأخيراً يجب أن نهتم بالتفاصيل الصغيرة في حياة أطفالنا وليس رعايتنا لهم فقط من مأكل ومشرب ومسكن جيد وسيارات فارهة وإنما هي الأخلاق والمبادئ والقيم والسلوك الذي يجب أن ينشأوا ويشبوا عليها من الصغر ويتعلموها، كما قال أمير الشعراء: أحمد شوقيإنما الأمم الأخلاق ما بقيت .... فإن همُو ذهبت أخلاقهم ذهبوا وسلامتكم .