11 سبتمبر 2025

تسجيل

البعد عن الرياء

17 أغسطس 2014

إن من اعلى مراتب الاخلاص الحرص على اخفاء (الطاعة) كالحرص على اخفاء (المعصية).. ففي الصالحين لنا قدوة حيث كانوا يسترون عباداتهم ويخفونها خوفاً من دواعي الرياء.ان اخفاء الطاعة لامر عظيم، لانها من اعمال الصالحين فقط، فاعمال السر لا يثبت عليها الا الصادقون، وهي كثيره منها (قيام الليل، صدقة السر، الدعاء بظهر الغيب، وكمن ذكر الله ففاضت عيناه من الدمع)، وغيرها من العبادات، ولتعلم اخي ان الشيطان لا يرضى ابداً ان تكون هناك عبادة سرية بين المرء وربه، لانها دائما تكون بعيدة عن الرياء، فيحاول بقدر الإمكان ان يغويك ويجعل من عملك علناً ويزرع الرياء في قلبك، لتشعر انك قدمت شيئا لله، وهذا النوع من العبادات لا ينال رضا الله تعالى، فحينما يخالط العمل شيئا من الرياء والعجب والشهرة، تنمسح البركة منه والخير.حث الصحابة على عمل الخير في الخفاء، فعن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال: "اجعلوا لكم خبيئة من العمل الصالح كما أن لكم خبيئة من العمل السيئ".والخبيئة من العمل الصالح هو العمل الصالح المختبئ يعني المختفي، والزبير رضي الله عنه هنا ينبهنا إلى أمر نغفل عنه وهو المعادلة بين الأفعال رجاء المغفرة؛ فلكل إنسان عمل سيئ يفعله في السر، فأولى له أن يكون له عمل صالح يفعله في السر أيضاً لعله أن يغفر له الآخر.الرياء وما ادراك ماهو الرياء؟ اعلم أن الرياء هو الشرك الأصغر وهو من الكبائر المحبطة للعمل، وقد شهد بتحريمه الكتاب والسنة.. إليك الايات من القرآن قال تعالى: ((الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ)) وَ قال تعالى: ((وَاَلَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَاب شَدِيدٌ)) قَالَ مُجَاهِدٌ: هُمْ أَهْلُ الرِّيَاءِ، وَ قال تعالى: ((وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا))، اما السنه فَمِنْهَا مَا رَوَاهُ أَحْمَدُ: ((إنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ الرِّيَاءُ يَقُولُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إذَا جَزَى النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ: اذْهَبُوا إلَى الَّذِينَ كُنْتُمْ تُرَاءُونَ فِي الدُّنْيَا اُنْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ عِنْدَهُمْ جَزَاءً)).تذكر:كما لا تريد فضح نفسك وتقوم بالتستر على معصيتك وعدم الاجهار بها، حاول قدر الإمكان ان تستر طاعتك وتجعلها خالصة لله تعالى، فهي للقبول اقرب.أخيراً: اسال الله تعالى ان يجعل اعمالنا خالصة لوجه، بعيدة كل البعد عن الرياء، وان يتقبل منا ومنكم.