13 سبتمبر 2025
تسجيلحين تدخل إلى مواقع التواصل الاجتماعي وترى مستوى النقاشات التي تدور فيها ترى أن هناك خللا في فهم وجهات النظر ، حيث اغلب النقاشات تكون بآراء شخصية بدون اي ثوابت او امور يستند عليها ، فأغلبها تكون لا يحتمل الخطأ ، فالجميع رأيه صحيح ولكن باختلاف وجهات النظر او الاراء او الاهواء وهذه الامور تكون حسب الاهواء او البيئات او المستويات المادية وغيرها من العوامل ، او يكون النقاش على امور لا تقبل النقاش حيث من الغريب ان نرى نقاشات في الحلال والحرام وفي الأمور المسلمة . فأحيانا يكون الانسحاب من النقاشات الحل الوحيد لتفادي الاصطدام بعقول تسعى فقط لفرض رأيها لا للنقاش او للتشاور وسماع الاراء ، ولكن في نفس الوقت هناك احيانا لا يجب ان تترك النقاش يمضي بآراء مخالفة سواء للدين او للعرف. ولكن المشكلة الأكبر في فرض الاراء وتقبلها في مجتمعنا انها تخضع لشيئين ، الكثرة او الشهره ، فلو كنت تملك هذين الامرين فرأيك يفرض حتى لو كان خطأ ، فنرى الكثير من الافكار السيئة تفرض فقط لكثرة مؤيديها وهذا بالطبع لا يجعل الأمر صحيحا فالكثرة ليست شرطا لصحة اي شيء ، والشهره فنرى أي شخص وصل لحد الشهره على صعيد من الاصعده يؤخذ برأيه حتى ولو افتى في اركان الصلاة فقط لأنه مشهور . وهناك أمر اخر ان هناك بعض الناس اصحاب الأفكار العقيمة ولكن لديهم الاسلوب القوي والوقت الكثير فحين يدخل معهم الشخص الذي ليس لديه شيء قوي ليستند عليه تراه سرعان ما ينجرف خلفهم وخلف لسانهم العذب واسلوبهم المقنع ، وايضا الاسلوب ليس كل شيء بالمحتوى اهم من الاسلوب . فهنا يأتي الأمر المهم وهو التفقه وتحريك العقل والقراءة وان لا يكون الانسان إمعة فقط بدون رأي او مبادئ ويلحق اي حد بدون رأي ولا ثوابت يستند عليها ، فنراه يسرح يمنة ويسره خلاف هذا وذاك فقط بسبب الكثرة او الشهره ، فيجب عليه ان يكون ذا بصيرة وعقل نير يستطيع ان يفرق بين الصواب والخطأ ومتى يناقش ومتى ينسحب ، والجميل في مواقع التواصل الاجتماعي ان كل شخص يستطيع ان يكتب رأيه ، فكن صاحب رأي وكن صاحب بصيرة ، حين تقرأ تستطيع التفريق وحين تناقش تستطيع أخذ المفيد. [email protected]