11 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لم يدهشني في ذلك اليوم من بدايات الألفية الجديدة أن أستمع إلى الأستاذ "نجيب محفوظ" وهو يعلن "غضبه اللطيف" طالبا من أحد "الحرافيش" في ندوته أن يتوقف عن الخوض في حق الأستاذ "سيد قطب". يومها قال "محفوظ" بدماثته المعهودة "سيبوا لي سيد قطب ما حدش يتكلم عليه". ولم أندهش لأن "محفوظ" كان دائما يذكر فضل "سيد قطب" عليه.يقول الأستاذ "رجاء النقاش" في كتابه "في حب نجيب محفوظ": كان "أول ناقد عربي انتبه إلى أدب نجيب محفوظ هو الناقد الكبير الراحل سيد قطب، وكان أول مقال نقدي مهم عن نجيب محفوظ في الأدب العربي المعاصر هو مقال سيد قطب عن رواية "كفاح طيبة" التي صدرت عام 1944".كان "نجيب محفوظ" يشكو أنه ظل سنوات يكتب "في الظل" دون أن يلتفت إليه أحد، ويحكي كيف كان "العقاد" يشيد بموهبته في ندوته الأسبوعية، قائلا: كان إعجابا شفويا، ولو كتب بعضه في سطر واحد لوفر عليَّ سنوات من المعاناة".هذه المعاناة قطعها سيد قطب بمقاله الأول ثم مقاله الثاني، وكان عن رواية "خان الخليلي" فالثالث عن رواية "القاهرة الجديدة" وقد نشره في مجلة "الرسالة". وأخيرا مقال عن "زقاق المدق" هو الأكثر نضجا، وهو الذي اختاره "سيد قطب" ليضمنه كتابه المهم "كتب وشخصيات" الذي أصبح الآن بين الكتب المستهدفة من قبل نظام "عبدالفتاح السيسي" بالحرق والمصادرة، باعتباره "ينشر التطرف" وباعتبار صاحبه "إرهابيا"!ومن كتب الأستاذ "سيد قطب" المطلوبة للمصادرة والحرق: ديوانه الشعري "الشاطئ المجهول" ورواية "المدينة المسحورة" التي نشرتها "دار المعارف" ضمن سلسلة "اقرأ" في العام 1946، وروايته الأخرى "أشواك". وسيرته الذاتية "طفل من القرية" التي أهداها إلى "طه حسين" بوصفه "صاحب الأيام".ومن الكتب الأخرى التي تطاردها محكمة تفتيش "السيسي" كتاب "فقه السنة" لفضيلة الشيخ "سيد سابق" المصنف الآن "إرهابيا" مع أنه كان ـ في النصف الثاني من أربعينيات القرن العشرين ـ المكلف من قبل الأستاذ "حسن البنا" بتقديم دروس للضباط الأحرار ـ ومنهم جمال عبد الناصر ـ في الفقه والثقافة الإسلامية، تعويضا لهم عن عدم تمكنهم من حضور محاضرات الإخوان المسلمين العامة لسرية تنظيمهم.وبعد نجاح حركة الجيش في 1952، أمر "عبدالناصر" بتوفير "فقه السنة" في طبعة شعبية، وهو الكتاب نفسه الذي يطارده "الجهلة" اليوم!