13 سبتمبر 2025

تسجيل

من قلب الجراح يزهر الأمل

17 يوليو 2015

كل عام وأنتم بخير .. تقبل الله صيامكم وقيامكم، وجعله الله عيد فطر سعيدا على الجميع في وطننا العربي، وعلى المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.لا خيار لنا سوى أن نفرح بالعيد رغم الجراح والألم.. ولا خيار لنا سوى الإيمان بالله الذي وعد المؤمنين بنصره، رغم أن أمتنا تنزف سيلا من الدماء في فلسطين والعراق وسوريا ولبنان واليمن ومصر وليبيا والصومال، ويجوع الأطفال في المنافي، وتنام الأمهات على الحسرات وهن يذرفن الدموع، ويموت الآباء والأبناء والأخوة غيلة وقتلا، ويشرد الملايين من العرب خارج ديارهم، في واحدة من أكبر الهجرات الجماعية عبر التاريخ.ومع ذلك فإن إيماننا بنصر الله لا يتزعزع أبدا مهما كانت الظروف، فنحن لا نيأس من رحمة الله استجابة لقوله تعالى: "إِنَّهُ لَا ييأس مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ"، ونحن محكوم علينا بالأمل والعمل لتحقيق وعد الله كما جاء في محكم التنزيل: "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ " وقوله تعالى:" وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ"، وقرار الله تعالى غير القابل للنقاش: "وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ"، وهو وعد الله الصادق المؤكد.نفرح بالعيد إن مكننا الله من صيام شهر رمضان المبارك، ونفرح بالعيد إن قدر الله لنا أن نقوم ليله، وأن نكف ألسنتنا عن الغيبة والنميمة والكذب، ونفرح بالعيد إن سخرنا الله لمساعدة الفقراء وإطعام الجوعى، كل حسب قدرته.نفرح بالعيد ونحن نرى المساجد وقد امتلأت بالراكعين الساجدين القارئين للقرآن، ونفرح بالعيد ونحن نرى الليالي وقد ازدانت بأنوار المعتكفين في المساجد، الذين يرفعون أكفهم بالدعاء لله رب العالمين أن يغفر لهم ويرحمهم ويعتقهم من النار.نفرح بالعيد ونحن نرى الألسنة والأفئدة تلهج بالدعاء إلى المولى عز وجل أن يقصم ظهور الظالمين والطغاة ، وأن يبدد ملكهم وينكس رؤوسهم، وأن يأخذ سحرتهم من أبواق الإعلام والمنافقين من أصحاب العمائم الذين يعبدون طرق الشر للطغاة بعمائهم. أخذ عزيز منتقم.العيد ليس فرحة عابرة في حياة العرب والمسلمين اليوم، بل إعادة شحن للنفس والروح والقلب والوجدان بأننا أمة عصية على الموت، وأننا نتشبث بالحياة الحرة الكريمة.نغتنم لحظات الفرح رغم كل ما هو محيط بنا لنكون أكثر إصرارا على القتال من أجل لا نستعبد من قبل هذا الطاغية أو ذاك، أو من دكتاتور ظالم، أو من يرى نفسه نصف إله.الصوم لنا، والعيد لنا، والفرح لنا، والنصر لنا بإذن الله.. للمؤمنين الصابرين على السراء والضراء، الموقنين بوعد الله يقينا أرسخ من الجبال الرواسي.كل عام وأنتم بخير .. كل عيد وأنتم بخير .. كل يوم وأنتم على موعد مع النصر والحرية..