12 سبتمبر 2025

تسجيل

تضييع الأمانة

17 يوليو 2014

حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين يضيعون الأمانة ولا يهتمون بها،فجعل ذلك مرةً علامة من علامات النفاق فقال: (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب،وإذا وعد أخلف،وإذا أؤتمن خان) رواه البخاري ومسلم وقال: أربع من كنَّ فيه كان منافقاً خالصاً ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا أؤئتمن خان،وإذا حدث كذب،وإذا عاهد غدر،وإذا خاصم فجر). وأخبر أن من لا أمانة عنده لا إيمان له: فقال (لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له). رواه أحمد وإسناده حسن. والأمانة: تصان بها الحقوق وتحفظ بها الأعمال،وتؤمن بها البلدان والمجتمعات وتبنى بها الأسر والبيوت، وتُصان بها الأعراض.وتستمر بها الحياة الطيبة والعيش الرغيد.الأمانة: دعامة لبقاء الإنسان ومستقر للدول والبلدان وباسطة لظل الأمن ومشيدةٌ لأبنية العز والشرف لأن الأمة التي تفقد الأمانة تفقد أمنها وشرفها فلا تنتظر إلا الذُل والصغار والهدم والخراب. لأن الرجل إذا اختلت أمانته سقط بناؤه وسُلب أمنُه وضاعت حقوق الناس بين يديه وانفتح باب الفقر والشر عليه خطورة تضييع الأمانة في الآخرة: يقول الله تعالى: (وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) وقال عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) ويقول رسول الله: من استعملناه منكم على عمل فكتمنا مخيطاً فما فوقه كان غلولا يأتي به يوم القيامة وقال: من استعملناه منكم على عمل فليجئ بقليله وكثيره فما أوتى منه أخذ وما نُهى عنه انتهى. رواه مسلم.عن أبي هريرة رضى الله عنه: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر ففتح الله علينا فلم نغنم ذهبا ولا ورقا غنمنا المتاع والطعام والثياب ثم انطلقنا إلى الوادي ومع رسول الله عبد له وهبه له رجل من جذام فلما نزلنا الوادي قام عبد رسول الله صلى الله عليه وسلم يحل رحله فرمي بسهم فكان فيه حتفه فقلنا هنيئا له الشهادة يا رسول الله ، قال رسول الله: كلا والذي نفس محمد بيده إن الشملة تلتهب عليه نارا أخذها من الغنائم يوم خيبر لم تصبها المقاسم قال ففزع الناس فجاء رجل بشراك أو شراكين فقال يا رسول الله أصبت يوم خيبر فقال رسول الله: شراك من نار أو شراكان من نار ومن حفْظ الأمانة: مراقبة الله تعالى في الابتعاد عن محارمه والوقوف عند حدوده وأداء ما أمر به ونهى عنه. ومن الخيانة أن يتعدى فيخونُ الله والرسولَ وولاة أمره وأهله.وتبليغ دينه كما أَرسَل به رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم وحراسة الشريعة والسنة وبيان البدعة والخرافة وتطهير وتنزيه الشرع عنها.ومن الأمانة: المحافظة على أسرار البيوت وشؤون الأسرة. فهناك حرمات مصونة يجب أن تحفظ بستر الله فلا يتطاول عليها السفهاء وضعفاء الإيمان والأحلام. وهذا يشمل الزوج والزوجة والأرحام كلٌّ يعرف حدَّه الذي يجب أن يتوقف عنده.