18 سبتمبر 2025
تسجيلوُلد "فريدريك سميث" وهو مُصاب بمرض أسمه "كالفي" والذي يُؤثر على حركته في حياته اليومية، فكان يمشي على عكازين حتى كبر واستطاع الوقوف على قدميه من جديد وأطلق العنان لقدميه للمشي والجري مثل أي شخص طبيعي. ورث فريدريك ثروة كبيرة بعد أن فقد والده وهو يبلغ من العمر ٤ سنوات. كان يُحب الأعمال والاقتصاد، فاختار تخصص الاقتصاد في الجامعة، وطلب الأستاذ في إحدى المواد التي يدرسها فريدريك، أن يعمل الطلاب على كتابة خطة عمل مشروع يتمنى أن يعملها الطالب على أرض الواقع، فكانت فكرة سميث تأسيس شركة لتوصيل الطرود في يوم واحد لأي بلد في العالم، فكانت ردة فعل الأستاذ أنها فكرة غير واقعية ولن يمكن تطبيقها فعلياً. في عام ١٩٧٣، تم تأسيس شركة "فيدكس" التي عانت من الكثير من الخسائر في البداية، ولكنها أصبحت من أفضل شركات الشحن عالمياً اليوم، بوجود أكثر من ٣٠٠،٠٠٠ موظف، و١٨٠٠٠ طيار، و٨٠٠ طائرة تقريباً.. ويبلغ رأس مال "فيدكس" ٣٦ مليار دولار.تحولت خطة الفكرة التي حلم بها "فريدريك" وقلل أستاذه من شأنها إلى شركة ضخمة نراها في حياتنا اليومية ونستفيد منها شخصياً من المحيط إلى الخليج. لو استمع الطالب إلى أستاذه، لما كان هناك شركة أسمها "فيدكس" اليوم، ولكن قراره بالإيمان بنفسه والاحتفاظ بحلمه وتحقيقه هو ماحول المشروع من فكرة على الورق، إلى خدمة تطرق أبواب منازلنا وتوصل لنا طلباتنا وطرودنا البريدية المهمة. يقول مارتن لوثر كينغ: "الإيمان هو أن تأخذ الخطوة الأولى حتى ولو تستطيع رؤية الدرج كله" فالإيمان بأنفسنا وأحلامنا يستطيع أن يجعلنا نصل إليها، والإيمان بآراء الآخرين السلبية فينا، سيجعلنا نموت في مكاننا، بدون أن نسلك الطريق المؤدي إلى أحلامنا التي نحبها.علينا أن نأخذ الخطوة الأولى إذا كنا نؤمن بحلم يدور في قلوبنا وخيالاتنا، وأن نتجاهل من يقلل من شأنها، فنحن الوحيدون القادرون على معرفة ذاتنا، ولن يستطيع غيرنا أن يفهم تلك الأفكار الجميلة التي تعيش في عقولنا ونعمل على تحقيقها.لا يوجد ما يضمن لك أن طريقك سوف يكون سهلاً ويسيراً عليك، ولكن "الخطوة الأولى" سوف تقربك أكثر إلى ماتتمنى، والخطوات التي تليها سوف تجعلك ترى حلمك يتحول تدريجياً إلى هدف أمامك، والخطوة الأخيرة سوف تجعلك ترى تلك السيناريوهات التي كنت تراها وحدك في أحلامك، تتحول إلى حقيقة ومشروع واقعي يستحق كل هذا التعب من أجله.