18 سبتمبر 2025
تسجيلإن شهر رمضان خير الشهور لما خصه الله به من مزايا فهو شهر البر والصلة وشهر الصبر، والصبر من أخلاق المؤمنين وإنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب، فإن هذا الخلق العظيم وهذه الصفة الكريمة تجعل من صاحبها إنسانا ذا مكانة عالية وعظيمة يتزين بالوقار والاتزان والحكمة فهدي الدين الحنيف يدعو الناس إلى كل خير لما فيه من صلاح حياتهم الدنيا وسعادتهم في الآخرة، فإن أمة الإسلام خير أمة أخرجت للناس تقوم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير، إنه لمجتمع إنساني راق متواد متماسك مترابط متعاون تقوم أركانه على منهجية الحب والألفة يكرم فيه الإنسان وتحترم على أرضه الأخلاق تنتشر السماحة والود بين أفراده والتعاون على البر والتقوى والبعد عن كل ما يقطع أواصر المودة والمحبة وتسوده القيم الإنسانية العليا.لذا فعلينا كأمة وسط وخير أمة أخرجت للناس أن نكثر من الطاعات فهي تدربنا على الصبر والذي يجب علينا جميعا أن نتواصى به والنصح له والحرص على تقوى الله في جميع الأمور لأن في ذلك سعادة الدنيا والآخرة وصفاء القلوب وصلاح المجتمع، والمسلم يسعى بكل ما يملك من جهد وطاقة نحو رضا الله تعالى والسعي للفوز بجنة عرضها السموات والأرض فيغتنم الأيام والليالي الطيبة في التزود بتقوى الله تعالى والعمل الصالح الذي يكون حصن المؤمن وأمانا له من النار فيقربه من الجنة ويباعده عن النيران فشهر رمضان شهر مبارك فيه يغتنم المرء اللحظات في التقرب إلى رب الأرض السموات فيفوز بعظيم الجنات وإننا في هذه العشر الأواخر بدأ رمضان يعد عدته للرحيل وهل ترى سيكون لمن أجره وسيكون على من وزره فالعاقل الذي ينفق ويعطي ويتاجر مع الله تعالى تجارة لن تبور فالإسلام هو الدين الذي دعا إلى المحبة والتواصل والتعاطف وهو الذي حرم التباغض والقطيعة والهجر وبين أن المتحابين المتواصلين لا تفرق بينهم الهفوات العارضات ذلك أن عروة الحب في الله أوثق من أن تنفصم من أول ذنب يقترفه أحدهما فإفشاء السلام وصلة الأرحام مدعاة للمحبة ومجلبة للمودة فإذا ما أفشى الناس السلام توادوا وتحابوا وإذا توادوا وتحابوا زكت نفوسهم وزالت الوحشة فيما بينهم فتحسن أخلاقهم تبعا لذلك . عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم) رواه مسلم فإن تحية الإسلام هي السلام الذي يورث المحبة في القلوب وإننا لا ندخل الجنة إلا بالإيمان وأن الإيمان لا يحصل إلا بالحب وأن الحب لا يحصل إلا بإفشاء السلام وصلة الأرحام. وإن الإسلام حفي بالرحم حفاوة ما عرفتها الإنسانية في غيره من الأديان والنظم والشرائع فأوصى بها ورغب في صلتها وتوعد من قطعها وليس أدل على حفاوة الإسلام البالغة بالرحم من تلك الصورة الرائعة التي رسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم للرحم تقوم بين يدي الله في الساحة الكبيرة التي خلق الله فيها الخلق فتستعيذ به من قطيعتها ويجيبها الله عز وجل إلى سؤلها فيصل من وصلها ويقطع من قطعها ولقد جاءت آيات القرآن الكريم تترى مؤكدة منزلة الرحم في الإسلام