17 سبتمبر 2025
تسجيلوفقا لمعلومات استخبارية خاصة، واستنادا لحقائق وطبيعة أوضاع الصراع الداخلي القائم في العراق منذ تحلل الجيش الحكومي وتهاوي القيادات العسكرية وهروبها بالدشاديش أمام مجاميع مسلحة صغيرة العدد وقليلة التسليح وخفيفة الحركة في العاشر من يونيو المنصرم، برز تطور ميداني هام يتمثل في بروز الدور المتنامي والمتصاعد للميليشيات الطائفية المسلحة والمجهزة بمعدات قتالية متوسطة وحتى ثقيلة، خصوصا جماعة الشيخ قيس الخزعلي قائد عصائب أهل الحق والتشكيلات الأخرى التابعة لها والمنشق أصلا عن (جيش المهدي) الذي يقوده مقتدى الصدر والذي خاض صفحات قتال مريرة ضد الجيش الأمريكي وحكومة إياد علاوي عام 2004، الحقائق الميدانية الراهنة في العراق تؤكد بأن الجيش الحكومي العراقي يعيش في حالة إنهيار تام وإن إمكانية استرداده لزمام الموقف هو من سابع المستحيلات، خصوصا وأنه يفتقد لعقيدة قتالية ولمعنويات مناسبة ولقيادة كفوءة ومحترفة، وبات من الصعب عليه خوض أي عملية دفاعية ضد الحصون الحكومية وهو ما أثار الرعب في أوساط السلطة العراقية مع ما تفعله أسواق الإشاعات في الشارع العراقي المتوتر من فعل نفسي سلبي في النفوس كالحديث مثلا عن انقلاب عسكري لا توجد أدواته الميدانية فعلا!!، ومع تورط النظام الإيراني الحريص كل الحرص على سيطرة جماعته من الأحزاب والشخصيات على العملية السياسية في العراق يبدو واضحا بأن منهجية التعامل مع المستقبل باتت تقلق تلكم الأطراف، لذلك فحينما تحدث نوري المالكي عن الجيش الرديف، فإن حديثه لم يكن عاما أو مجرد تسطير للكلمات في مهرجان الصخب العراقي القائم؟ بل إنه يعني ما يقوله ويقصد بذلك الجيش الرديف تشكيل قوة عسكرية عقائدية مختلفة عن الجيش الحكومي الذي فقدت الثقة بقياداته، يكون نسخة عراقية وطبق الأصل من جيش (حرس الثورة الإسلامية في إيران) أو (الباسداران) والذي هو عمليا اليوم أقوى حصن من حصون نظام رجال الدين الإيراني!، وطبعا فإن قيام (الحرس الثوري العراقي) هو مهمة إيرانية مقدسة وملحة لا تحتمل التأجيل وقد عمل عليها النظام الإيراني طويلا ومنذ الأيام الأولى للاحتلال الأمريكي عام 2003 لا بل أن نواة الحرس الثوري العراقي موجودة فعلا من خلال فيلق بدر الذي يقوده العميد في الحرس الثوري الإيراني هادي العامري، كما أن الأركان العامة لذلك الجيش موجودة أيضا من خلال الإرهابي الدولي جمال جعفر إبراهيمي المعروف ب(أبو مهدي المهندس) وهو من ساكني المنطقة الخضراء وبعلم ورقابة ومعرفة المخابرات الأميركية وابنتها الإسرائيلية أيضا!! (فكل شيء يجري على المكشوف في العراق)!، المهم إن الإيرانيين قد بذلوا جهود جبارة في دعم جماعتهم في العراق لذلك فحينما تحدث المالكي قبل سنوات قليلة متحديا خصومه بأنه (لن ينطيها) أي السلطة فإنه لم يكن يمزح، بل كان يقصد ما يقوله بوضوح وشفافية!، اليوم معطيات الصراع في العراق باتت واضحة، فقوافل المستشارين العسكريين الإيرانيين منتشرة طوليا وعرضيا بل إنهم دخلوا المعركة وقدموا خسائر بشرية، كما أن عناصر الميليشيات الطائفية باتت هي المهيمنة على مشهد الدفاع عن بغداد وبما يؤسس لقيام وتأسيس جيش الحرس الثوري العراقي المسلح بأسلحة من موازنة مجلس الوزراء العراقي ومن مكتب القائد العام (المالكي)، وتلعب ميليشيا العصائب دورا مركزيا في صلب ذلك الجيش الحرسي الرديف، وحيث يقود تلك الكتائب ميدانيا شاب مغمور من البصرة اسمه (جواد كاظم الساري) هو اليوم في ثلاثينيات العمر وكان مقاتلا سابقا في جيش المهدي ثم إنشق عن ذلك الجيش ليكون لجانب قيس الخزعلي وليرسل للتدريب العسكري في معسكرات الحرس الثوري الإيراني، ليعود للعراق مع آلاف آخرين مجهزين بخبرات عسكرية، وجواد الساري هذا لم يكمل تعليمه ومعروف بتعصبه المذهبي حتى أنه أطلق النار على والده (كاظم الساري) بعد خلاف معه حول جيش المهدي وهي قصة معروفة!، أي أنه لايتردد عن فعل أي شيء في سبيل معتقداته المتعصبة، المعلومات المتسربة من مصادر ميليشاوية عراقية بأن الهدف النهائي للتحالف الطائفي العراقي المدعوم إيرانيا هو تشكيل جيش حرسي قوامه 3 ملايين عنصر للسيطرة النهائية والمطلقة على السلطة، وهو مشروع طموح وجاهز للتنفيذ بسبب حالة البطالة المقرفة في العراق وضياع الشباب العراقي التام وحالة الجهل والتعصب المتفشية بين صفوفهم، وضياع أموال النفط العراقي على مشاريع التسلح للجيوش الطائفية، مشروع الحرس الثوري العراقي قد دخل حيز التنفيذ فعلا، فانتظروا مصائب إقليمية جديدة...