10 سبتمبر 2025
تسجيلسأتحدث اليوم عن الآلة البشرية، التي لا توجد في منزلنا، فهذه نعمة أحمد الله عليها، ولكنها توجد في أكثر البيوت، هذه الآلة ليس لها الحق في تتفوه برأي بل عليها أن تأخذ الأوامر والنواهي حتى من الطفل الذي يبلغ العاشرة من العمر، فهو لا يحترمها (ولا يُلام) على قلة أدبه معها، لانه يجد مَن في المنزل (يتميزون بقلة الأدب معها)، فيقلدهم، هذه الآلة يجب ان تكون لها مميزات، فمثلاً نريدها بأيدٍ أخطبوطية تعمل لهذا وذاك ولا يجب ان تتأخر دقيقة واحدة، فالوقت محسوب عليها والعمل يجب أن ينتهي بالوقت المحدد، ويجب ألا تنسى فلابد أن يتميز عقلها بميزة الكمبيوتر والا فالعقاب يكون شديداً، تعيش ذليلة أكثر من سعيدة، تركت أبناءها وزوجها وجاءت لخدمة البيوت، ولم تجد الراحة وكأنها تركتها معهم ايضاً.. (الآلة التي أتحدث عنها هي الخادمة). هذه الخادمه التي لا يستطيعون الاستغناء عنها ولكن انظروا كيف يعاملونها إن أخطأت، ينادونها بأبشع الكلمات والألقاب، وان تمكن الغضب منهم (يرفعون أيديهم) عليها والضرب يأخذ نصيبه منها، ألا تخشون الله فيها، لنتخيل أنها يتيمة تبحث عن مصدر رزقٍ ولم يُكتب رزقها الا في بيتكم، اهكذا نعامل اليتيم؟ اعتبروها ابنتكم التي لا تعرف شيئاً وكبرت امام اعينكم.. فهل هكذا تُعامل الابنه؟ ليست هذه اخلاق الإسلام ولا اخلاق النبي عليه السلام فهو كان يرأف بأنس بن مالك (خادم الرسول عليه السلام )، وكان النبي صلى الله علية وسلم (يحب أنساً ويقربه إليه ويمازحه )، ومن منا يجلس ويمازح الخادمة، فالجلوس معها (يفقدنا البرستيج )، وما يجعل قلبي يتفطر عليها أن أرى هذه المسكينة تحمل اكثر من طاقتها، وان بكت يُقال انها (تمثل)، وإن اشتكت هددوها (بالتسفير)، وان صمتت قالوا: ( انها تسحرنا أو تريد إلقاء الأذى بنا)، اختصر واقول ان الذي يؤذي خلق الله مصيره يتأذى يوماً بعون الله. هكذا تُعامل الآلة البشرية في اكثر البيوت، وبالمقابل اجد بيوتاً تعيش فيها هذه الآلة كالأم، تجد الاحترام والتقدير، وحُسن المعاملة، ولها زيادة سنوية تشجيعاً لها بالبقاء، والاخرون يساعدونها في اعطائها اجازة كل سنة لتزور أهلها، ويسهلون عليها الامور فيرزقهم الله بالأمن والطمأنينة، (ارحموا مَن في الأرض يرحمكم مَن في السماء )، هنيئاً لهذا البيت الملائكي بأخلاقه وصفاته. لحظه: لنتخيل انها مريضة أو لا تستطيع العمل، سيتحول المنزل إلى (أنتم تعلمون إلى ماذا سيتحول)، اكتفي (بالضحك) على المنظر الذي ستكونون فيه يا مَن لا ترحمونها. همسه: أشكر كل مَن راسلني الأسبوع الماضي وانهالت على بريدي الردود الكثيرة، التي فعلاً أثلجت صدري، واشكر أيضاً مَن راسلوني من المملكة العربية السعودية، وهم قرائي الذين لا غنى لي عنهم، ومقال اليوم كانت فكرة أحد القراء وطرحته بطريقتي الخاصة، فللجميع تحياتي. [email protected]