16 سبتمبر 2025

تسجيل

أين الخلل؟

17 يونيو 2017

ظهر في شوارعنا وبيوتنا وبلادنا تقليدات غريبة وأفعال عجيبة، لم نعهدها على المسلمين، وهي تقليد أعمى للغرب، فلا نفكر هل يناسب هذا ديننا أو لا؟ وهل كل ما نراه نكرِّره بلا تفكير أو تدبُّر، وبتأمُّل بسيط في أحوالنا سنجد: بعض بيوت المسلمين صارت تفعل أشياءَ غريبةً، فقد جعل بعضُ المسلمين بيوتهم مفتوحة بلا حجرات، وكأنه تقليد لأحدث الطرازات وبها مكان يُسمَّى بالبار، وكل الغرف كاشفة على غيرها ولا سِتر فيها، وإذا جاءهم الضيوف كان المنزل كله مُشاهَدًا لهم، فهل فكَّرت أيها المسلم أن لبيتك خصوصية، وعليك أن تحافظ على خصوصية أهل بيتك، فتقيم جدارًا وتخصص للضيوف مكانًا مخصصًا لا يراقب فيه أهل بيتك أو يشعر بهم. كما أن هناك كثيرًا من الملابس التي انتشرت، صار بعض الشباب يرتدون البنطال الممزق وكأن ذلك يجذب النظر، وهو منفِّر للنظر بشدة، فلماذا نختار أغرب العادات ونتبعها، نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله، وهذه الأشياء البسيطة لا بد أن نرسِّخها في صدور أولادنا، فإذا تركناهم ولم نعلِّق على هذه الأشياء الغريبة سنجدها تتطور يوما بعد يوم.كما رأينا بعض قصات الشعر التي فيها تقليد للمشاهير، هي أبعد ما تكون عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فقد نهى النبي عن القَزَع وهو أخذ بعض الشعر وترك بعضه، وقد صار منتشرًا بشكل كبير، ولا أعلم كيف لا ينهَى الوالدُ ولدَه عن مثل هذا، بل وربما عليه أن يعاقبه، حتى لا يفكر في مثل هذه القبائح.وهذا كله ليس من فعل المسلمين ولا صفاتهم، ولا يصحُّ أن نقلِّد الغربَ هكذا دون نظرٍ لما يأمرنا به الرسول صلى الله عليه وسلم أو ينهانا عنه، وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن التشبه بالكفار صراحة، فقال: «... وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ»؛ رواه الإمام أحمد.وارتداء بعض الشباب السلاسل التي توضع على الرقاب، أو الأساور التي تُلبس في الأيدي، فهذا كله فيه تشبُّه بالنساء، فهذه الحلية مخصَّصة للمرأة، ولا يصح أن يرتديها الرجال، وقد نهى النبي عن التشبه بالنساء.فأين الخلل في هذا كله؟ إن الخلل ظاهر وواضح، فقد صرنا نتكاسل عن تعريف أولادنا بالشريعة وأحكامها، ولم نعُدْ ننبِّههم أن تقليد الغرب يكون فيما يفيد الأمة الإسلامية، وغير ذلك فلا اتباع فيه، وصرنا نحن قبل أولادنا نقلِّد الآخرين تحت مسمى (الموضة)، ولا ننظر هل هذا يصح وهل يوافق هويتنا وديننا أم لا؟ انتبِهوا يا أمة محمد يا مَن تشيرون إلى الإسلام بأخلاقكم وأفعالكم فاتقوا الله واهتموا بأمور دينكم وتعلموا شريعته واعملوا بها يرحمكم الله.